الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إصابتي بالقولون العصبي أفقدتني طعم الحياة، وأورثتني وساوس الموت.

السؤال

السلام عليكم

عمري 20 عاما، الحالة عزباء، بدأت حالتي قبل 3 سنوات حين أصبت بالقولون العصبي والغذائي والغازات داخل البطن، أصبحت أشعر بأن لا طعم للحياة، وأصبحت أتوهم المرض، وأصابني ضعف في الشهية، فحين يقدم لي الطعام أشعر بضيق شديد ولا أتلذذ به، وينتابني ضيق التنفس في كل يوم، وأصبحت أخشى الاجتماع مع الناس أحياناً، وأتصرف تصرفات لاشعورية، كأن أقوم وأعد الشاي، أو أتحدث مع أختي، ولكن بلا شعور.

أشعر أنني بعيدة عن ذاتي، لا أهتم بنفسي مثل السابق، وحين يمتلئ بطني بالغازات يضيق عندي التنفس بشكل مخيف، فأشعر بالموت والخوف والقلق، وثقل في صدري طوال الوقت، أشعر أني بعيدة جداً عن أهلي، لا أفكر في غير الموت والقولون، وأفكر كثيراً في أمور المستقبل، وأتحسس قلبي بين الحين والآخر لأرى هل مازال ينبض أم لا؟ صرف لي دكتور القولون مهدئا لحالتي النفسية اسمه dogmatil 200، استخدمته لمدة أسبوعين ولكني لم أشعر بأي تحسن، بماذا تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من أحسن وسائل علاج القولون العصبي والذي هو أصلاً مرتبط بالقلق النفسي، هو أن يفرغ الإنسان عمّا بداخله، ويتجنب الكتمان، وأن تعبري عما بداخلك أولاً بأول، هذا مهم جدًّا، المخاوف هي جزء أساسي من القلق النفسي، والانفصال من الواقع وعدم القدرة على التركيز هي أيضًا جزء من القلق النفسي.

تحقير فكرة الخوف، والاندفاع بصورة إيجابية في كل ما يخص الحياة هو من المتطلبات الرئيسية ليغيّر الإنسان نمط حياته، وحين يتغير نمط الحياة، ويُدخل الإنسان إدخالات جديدة على نفسه، هنا تتعزز لديه الإيجابيات وتضعف السلبيات، ومن المهم جدًّا أن تمارسي الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة ستكون جيدة ومفيدة لك جدًّا، وأنت مطالبة بحسن إدارة الوقت والتركيز على دراستك، التميز، مشاركة الأسرة، وأن تكوني عضوًا فعالاً، هذا يعطيك ثقة في نفسك كبيرة جدًّا.

نصيحتي لك أيضًا أن تقابلي الطبيب النفسي مرة أخرى، أو حتى طبيب الأسرة، سيكون مفيدًا لك، لأنك تحتاجين دواءً غير الدوجماتيل، الدوجماتيل دواء ممتاز وفاعل، لكن قد يؤدي إلى ارتفاع هرمون الحليب لدى البنات، وهذا قد يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، وأنت تحتاجين لدواء أقوى منه قليلاً، مثلاً عقار (زيروكسات) والذي يعرف علميًا باسم (باروكستين)، أرى أنه سيكون دواء مناسبًا جدًّا لك، والجرعة هي 12.5 مليجرام من الزيروكسات CR يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، ثم اجعليها خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

ويمكن أن يصف لك الطبيب دواءً آخر، هنالك عدة أدوية مماثلة كالزولفت والسبرالكس والإفيكسر، كلها جيدة ومفيدة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية رامى حسين

    اختى فاطمة عندما قرات كلامك شعرت انك تتحدثين عن نفسى وتتكلمين عن ما اشعر بة منذ سنوات ( اختنا قد ابكانى كلامك ). ولكن ما اقولة لك انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب . فلنصبر ولنتحتسب ونرضى ونطلب الشفاء من الله والحرص على تنفيذ تعليمات الطبيب . اللهم اشفنا شفاءا لا يغادر سقما

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً