السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي كره لوالدي بدون سبب، هل من حل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي كره لوالدي بدون سبب، هل من حل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير، وأن يعصمك من وساوس الشيطان ونزغاته، ونحن نشكر لك أولاً أيها الحبيب حرصك على تعلم ما يعينك على بر والديك وتجنب عقوقهما، وهذا دليل على رجاحة في عقلك، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً ورشادًا.
ما تجده أيها الحبيب- من نفرة وكراهة للوالدين لا شك أنه من عمل الشيطان وإغوائه، ومحاولة تزيينه العقوق، وتبريره لهذه الكراهة، فهو يدعو إلى النار كما أخبر الله تعالى في كتابه، والله تعالى يدعو إلى الجنة، وجعل الجنة ثمرةً للإحسان للوالدين، فقد قال في الحديث: (الوالد أوسط أبواب الجنة) أي أفضل باب يُدخل منه إلى الجنة، وأخبر في حديث آخر فيما معناه أن الجنة عند قدم الأم، والنصوص في هذا المعنى كثيرة.
فالشيطان يحاول أن يصدك عن سعادتك في دنياك وفي آخرتك، فاحذر على نفسك كل الحذر، وجاهد نفسك للتخلص من هذه الوساوس الشيطانية والأوهام الخبيثة، ومما يعينك على دفعها عن نفسك أمور.
أولها: أن تتذكر الجميل الكبير والمعروف العظيم والإحسان الذي لا تصفه العبارة الذي قدمه لك والداك، فيما يرعيانك في أطوار حياتك المختلفة، تذكر سعي أبيك وكدَّه وهمَّه في الليل ودأبه في النهار ليجلب لك لقمة العيش، ليُطعم أمك التي أنت في بطنها، وليُطعمك أنت بعد خروجك إلى هذه الدنيا، تذكر فرحه بك يوم بُشِّر بك وأنت في بطن أمك، فرحه بك يوم وُلدتَّ، وإحسانه إليك مع كامل الفرح والسرور، تذكر حمل أمك لك والمعاناة والآلام التي قاستها طوال فترة الحمل، وتذكر الآلام التي وجدتها وهي تضعك، ثم تذكر إحسانها إليك منذ تلك اللحظة إلى اليوم.
لا شك أيها الحبيب أنك إذا وقفت وقفة تأمل مع كل هذا الإحسان ستدرك سر وصية الله تعالى بالإحسان للوالدين، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ والنفوس السليمة مجبولة على حب من أحسن إليها، والوالدان أعظم الناس إحسانًا إليك، مهما بدر لك منهما من إساءة عند كبرك فإن إحسانهما إليك في صغرك لا يمكن أن يُنسى، ولولاهما لأكلتك الدود، ولمُتَّ جُوعًا، ولتجيَّفت في قاذوراتك وأوساخك، فهل بعد هذا الإحسان من إحسان؟
مما يعينك على الإحسان والبر بالوالدين: أن تتذكر الثواب الجزيل، والأجر العظيم الذي أعده الله تعالى جزاء الإحسان بالوالدين، فقد قرن الله عز وجل حقهما بحقه، وأوصاك بالإحسان إليهما بعد أن أوصاك بعبادته سبحانه وتعالى.
أكثر من سماع المواعظ التي تذكرك بحقوق الوالد وإحسانه إليك، جالس الصالحين، أكثر من مجالسة أهل الذكر والصلاح، فإنهم خير عون لك على طاعة الله تعالى، ومن ذلك الإحسان إلى الوالدين.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير.