السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ مدة من صعوبة التفاهم مع والديّ، وأشعر بالغضب منهما والاستياء، ثم الاستياء من نفسي بعد ذلك، وتأنيب الضمير أيضًا، فأنا الابنة الوحيدة لهما، وعلاقتي بهما كانت قوية ومتماسكة إلى حد بعيد، لكنها ساءت في الآونة الأخيرة.
كنت أعاني في صغري من عدم احترامهما لي، خاصةً والدي، في وقت ممارسة العلاقة الحميمية بينهما، حيث كنت أرى ذلك أمام ناظري، مما جعل نظرتي إليه سلبية، غفر الله لي وله.
وحتى الآن، لا يوجد احترام في لباسه أمامي، فقد يرتدي ملابس شفافة تظهر بعض عورته أو ما شابه، وقد حاولت التحدث معه ومع أمي بهذا الشأن، لكن دون جدوى.
ازدادت العلاقة توترًا بعد أن تزوجتُ وأنجبتُ طفلي البالغ من العمر سنتين، فوالداي يخافان عليه كثيرًا ويدللانه، وكلما حاولت نهيه عن شيء أو الصراخ عليه، لا يقبلان، ويتحول الجدال معهما إلى صراخ وفقدان السيطرة في كلامي.
أبي بطبعه قليل الكلام ولا يرد عليّ، بل يفعل ما يريد حتى لو لم يعجبني، أما أمي فتصرخ في وجهي وتنعتني بألفاظ سيئة مثل: "أيتها العاصية"، "أيتها البهيمة"، "لا تحترميننا"، "تريدين أن نغيب عن حياتك"، وقد يصل الأمر أحيانًا إلى الدعاء عليّ.
حاولت كثيرًا إيجاد حل، لكنني أفشل في كل مرة، وأعود إلى الصراخ والجدال من جديد.
كما يجدر بي الإشارة إلى أنه عندما يكون زوجي في العمل، أقضي معظم وقتي في بيت أهلي، أحيانًا شهرًا أو أكثر، وخلال هذه المدة لا أحتاج إلى شيء -والحمد لله-، فوالدي يوفر كل شيء سواء طلبته أم لم أطلبه، وهذا الأمر ليس جديدًا، بل هو منذ كنت صغيرة.
كلما أردت الذهاب إلى المسجد أو حضور الحلقات، أو الابتعاد عن الغناء في الأعراس والطبول، تنعتني أمي بالمنافقة، وتقول إن الأساس هو طاعة الوالدين وليس الظهور أمام الناس، مما أدى إلى فقدان ثقتي بنفسي وأنني على صواب، وأصبحت أخاف دومًا من الرياء والنفاق في كل تعاملاتي.
أنا بطبيعتي عصبية وسريعة الغضب والانفعال، لكن سرعان ما أندم وأشعر بتأنيب الضمير، ثم أعود وأرضى، وحاولت التخلص من غضبي، لكنه يلاحقني دائمًا في جميع علاقاتي، حتى مع زوجي.
الكلام الذي ذكرته سابقًا -والله- ليس للتقليل من شأن والديّ أو سبهما أو شتمهما، بل هو نابع عن حسرة وألم أعيشه يوميًا، مما سبب لي الاكتئاب والشعور بالنقص، وأشعر أنني ابنة عاقة، ولا أصلح حتى لإنشاء أسرة، أرجو منكم ردكم السريع.
وشكرًا جزيلًا.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

