السلام عليكم ورحمة الله.

أرجو من حضرتكم إفادتي حول كيف أتصرف وأتعامل مع ابنتي، تبلغ من العمر 13 سنة، ومعجبة وصديقاتها بالممثلين والمطربين الكوريين، ومعجبة جدا بحياتهم وترغب دائما بالسفر للعيش معهم، وهذا يشغل حيزا كبيرا من تفكيرها، طبعا حاولت كثيرا معها بالحديث والإقناع أنهم يختلفون عنا دينيا وعقائديا وبينت لها ذلك، وأننا قد أعزنا الله بالإسلام وكيف أكرمنا الله به، وقدر المرأة المسلمة وحفظها من السوء، ولكن بدون فائدة.

ومرة جربت معها الصلابة والعتاب بل الصراخ، ولكن تعود مرة أخرى، غيرت مدرستها ولكن للأسف الجيل كله يتحدث عن ذات المواضيع، حيث أن الإذاعات في الدول الإسلامية لا تتقي الله في الشباب والشابات، فنشأ جيل مائع لا يتأثر بالدين، ماذا أفعل كأم؟ كيف أتعامل وأحل هذه المشكلة؟ حيث أنها أصبحت تعتبرني عدوة لها، وأمنيتها أن تستطيع السفر إلى هناك، كيف أغير قناعاتها؟ الرجاء الشرح بالتفصيل بحيث يكون خطوات واقعية قابله للتنفيذ والتأثير، حيث أنها في سن المراهقة.

وشكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك التواصل، وقد أسعدنا حسن العرض وأفرحنا الاهتمام بأمر هذه الفتاة التي نتمنى أن تستبدلي فرض الأوامر عليها بالحوار معها، وأن تستبدلي مجرد الحوار بالإقناع، فهذه فئة كما قيل (إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع)، وأرجو أن يكون للحوار قواعد وأساس، قواعد أساسية تتجنبين فيها السخرية والاستهزاء ومنعها من الكلام وعدم إعطائها الفرصة للتعبير عن نفسها، ولا تنزعجي إذا لم تأتك الإجابة المباشرة، فإن المراهق والمراهقة يتبنى في الخارج القناعات التي خاصم وصادم عليها في الداخل، فلا تيأسي من الحوار معها والنقاش معها، شريطة أن تقدمي بين يدي ذلك ألوانا من العطاء والحب والاهتمام، واحترام شخصيتها والحرص على استقبالها بهدوء، وعدم إسماعها الكلمات السيئة أو التوبيخ، لأن في هذا تهديدا للهوية بالنسبة لها، بلا امدحي ما فيها من إيجابيات.

واعلمي أن الإقناع مع هذه الفئة يرتبط بحسن التعامل معها وإلا فالرسالة تصل مشوشة، كذلك ينبغي أن تحاولي أن تبيني لها أن ما يظهر في الشاشات ما هو إلا كذب ودجل، وابتسامات مصنوعة وملابس مستأجرة للأجهزة الإعلامية، فكل ما تشاهده ما هو إلا خيال في خيال، فهو ليس تصويرا لحياة الممثلين الكوريين أو غيرهم، هؤلاء أتعس الناس وأشقى الناس، ولكنهم يظهرون في الشاشة بابتسامة مدفوعة الثمن وبمكياج مدفوع الثمن، وبالثياب أعدت لهم خصيصاً ليصورا بها ويقوموا بتلك الأدوار، ثم بعد ذلك ربما لا تصحبهم تلك الملابس.

إنك بحاجة إلى أن تتعاملي بمنتهى الهدوء بعد اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، فالجئي إلى الله وعامليها بمنتهى الهدوء، وأشعريها بالقبول وأشعريها بالقرب وصادقيها واحتويها، حاولي أن تتواصلي معها جسدياً فتمسحي على شعرها وتربتي على كتفها، اجتهدي كذلك في الدعاء لها، واجتهدي كذلك في إبراز محاسنها، وتجنبي القسوة عليها أو الحديث السيء عنها، ولا يحملك تقصيرها في هذا الجانب على الإساءة إليها، ونسأل الله أن يسهل أمرها، ونسعد بالتواصل معنا بعد رعاية النقاط التي أشرنا إليها.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.