الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعبت كثيرًا من عناد ابنتي المراهقة، فكيف أتعامل معها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

لدي بنت تبلغ من العمر 13 سنة، عصبية جدًا، وتفرض رأيها، ولا تريدني أن أتحكم في قراراتها أبدًا، مع أنها مخطئة بكل أحوالها، أرهقتني جدًا في تربيتها! تفعل أشياء سيئة جدًا، مثل: أن تفتح الفيسبوك والانستغرام وتتكلم مع الذكور وبكلام فاحش، وعندما أخاطبها تقول لي: اصمتي هذه حياتي، ولا تتدخلي أبدًا في شؤوني، شقية جدًا ولا تطاق نهائيًا، أتعبتني كثيرًا.

أرجو منكم أن ترشدوني إلى ما يجب عليّ فعله، وجزاكم الله خيرًا، وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا وبنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذه البنية، نسأل الله أن يصلحها، وأن ينبتها نباتاً حسناً.

أحب أن نؤكد لك أن الفتاة تمر بمرحلة عمرية غاية في الأهمية، وهي تدخل على أبواب مرحلة جديدة لها خصائصها ولها احتياجاتها، وفيها الميول كذلك التي ينبغي أن تفهم ونحسن التعامل معها، وأرجو أن يكون لوالدها إذا كان موجودًا دوراً، أو لعمها، أو لخالها، المهم هي بحاجة إلى دور رجل يعاونك على حمل هذه الأمانة، وحسن التوجيه لهذه الفتاة.

وكنا حقيقة نحب أن نسأل عن مستواها العلمي، وعن المميزات التي فيها، لأنه من المهم جدًا أن تكون النظرة للإنسان شاملة، فإن ما في الإنسان من إيجابيات يصلح أن يكون مدخلًا إلى قلبه وسبيلًا إلى توجيهه، فعليه أرجو زيادة المدح والثناء للأشياء الإيجابية، والتغافل وعدم التركيز على الأشياء السلبية؛ لأن الثناء على الإيجابيات يزيدها، والتركيز على السلبيات -بكل أسف- يرسخها، ما يحصل من الفتاة بلا شك غير مقبول من الناحية الشرعية، ولكن نحن نريد أن نسأل كيف صلاة الفتاة، كيف إيمانها بالله، كيف الرفقة التي حولها، أي كلها أمور تحتاج إلى إجابات.

وعلى كل حال نحن ندعوك إلى: أولًا: تكثري لها من الدعاء، ثانيًا: تعرفي خصائص المرحلة العمرية التي تدخل عليها البنت، ثالثًا: البحث عن ما فيها من إيجابيات، واتخاذها مدخلًا إلى قلبها، ونصحها، حاولي أيضًا أن تتجاوزي الأمور الصغيرة التي ليس فيها مخالفة، نحن لا نريد للوالد أو الوالدة أو المعلم أو المعلمة أن يكون متسلطًا؛ بحيث يعلق على كل صغيرة وكبيرة، استبدلي التعليمات المباشرة التي ترفض في هذا السن بالحوار والنقاش، ومحاولة إشراكها في وضع الحلول، حمليها بعض المسؤوليات التي تجعلها فعلًا تنشغل، حاولي أن تشغليها بالخير قبل أن تشغلك بغيره، بيني لها عواقب ومآلات وخطورة الأمور من خلال قصص حدثت وتحدث لفتيات في سنها وأكبر منها، عندما يتهاون ويتساهلن في التواصل مع مواقع التواصل وخاصة مع الرجال؛ لأن في الشباب ذئاباً، والفتاة ينبغي أن تكون حريصة على صيانة نفسها.

أرجو أن يصل كل ذلك عن طريق حوار تصادقينها فيه، وتقتربين منها، وتثنين على جمالها، وحبذا لو تضعين يدك على رأسها وتلاطفينها، يعني هذه أشياء لها أثر كبير جدًا، ونتمنى أيضًا أن تجعلي الفتاة تتحاور معك في كثير من الأمور الحياتية، وأشعريها بأنك حريصة عليها محبة لها، وخائفة عليها.

لا أدري أين هي من شجرة العائلة، فإن هذا من المهم معرفته إن كان هناك من هو أكبر أو أصغر منها، هي الأولى أم الثانية أم الأخيرة؛ كل ذلك له تأثير.

وعليه نتمنى أن تنفذي هذه النصائح، ثم تتواصلي مع الموقع بمزيد من التوضيح، يعني للأشياء التي نحتاجها، ترتيبها بين أفراد العائلة، دور الأب، تاريخ هذا الانحراف الجديد والعصيان والتمرد، من هم صديقاتها؟ ولا تسمعيها كلمة شقية التي ترددت في السؤال؛ لأن هذا ليس من المصلحة أن نعطي هوية سلبية أو نشير إلى صفة سلبية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح أبناءنا وأبناء المسلمين، ونكرر الترحيب بك في الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً