السؤال
الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم .. حفظه الله.
مشكلتي بدأت قبل شهور ثمانية، حين نقلت زوجتي للمشفى، وتم الاشتباه بإصابتها بمرض خطير في القلب، وخلال عشرة أيام من المراجعات والفحوصات للأطباء تبين أن الأمر عارض لا غير، لكن خلال هذه الفترة عشنا قلقًا وخوفًا كبيرين، وضغوطات نفسية وعصبية في غاية الشدة، كل ذلك زال بعد التأكد من سلامتها، لكن لسوء الحظ يبدو أن هذه الفترة العصيبة وما رافقها من ضغط قد استثار ما في داخلي من نقاط ضعف، أو اضطرابات كامنة.
فبعد أيام قليلة بدأت تتسلل إلى عقلي فكرة أن زوجتي ستصاب بمرض خطير، وبدأ عقلي يتعامل مع هذه الفكرة كأمر واقع لا محالة، فيرسم سيناريوهات مرعبة، ليدفعني للعيش في بحر من الخوف والقلق والهم والحزن، واستمرت هذه الفكرة لأكثر من شهرين، عانيت فيها الكثير، قبل أن تبدأ بالضعف التدريجي، ثم الانسحاب، لكن لسوء الحظ حلت مكانها فكرة أخرى، وهي الخوف الشديد من الموت، وساهمت هذه الفكرة في جلب المزيد من الخوف والقلق والضيق والحزن، وكنت أصل إلى قمة المعاناة حين أشارك في تشييع جنازة، أو القيام بواجب العزاء.
وتدريجيا بدأ الأثر النفسي لهذه الفكرة بالضعف، وبدأت تغادر لكن أيضًا وللأسف لتحل محلها فكرة جديدة، لا تقل عنها سوءًا، وهكذا عشت خلال هذه الأشهر وكأني أقلب فصولاً متتابعة من كتاب، لا يحمل بين أسطره سوى القلق والخوف والهم والحزن.
من قبيل الشرح الدقيق للحالة أقول: إن هذه الأفكار أشبه بموجات البحر، فتارة تكون مطبقة مسببة ألمًا وضيقًا لأيام عدة، ثم تنفرج حتى تصبح في حدود دنيا بالكاد أشعر بها لعدة أيام حتى أني لأظن أن الأمر قد انتهى، ولكنها لا تلبث لتعود إلى القمة من جديد وهكذا.
كذلك أنا أعلم إنها في النهاية أفكار زائفة، وأنها أفكار ذات مصدر داخلي، وأحاول كثيرًا تجاهلها وصرف الانتباه عنها، لكن في أحيان كثيرة أشعر بالمعاناة نتيجة الأثر الذي تتركه داخليًا، وحتى هذا الأثر أفكر كثيرًا أنني أستطيع التعايش معه، ولكني أخشى من تحول الأعراض إلى مرض عضوي مزمن.
أخيرًا دكتوري العزيز: فقد نصحني صديق لي صيدلاني، بدواء أعتقد أن اسمه ( سولوتيك )، لكني فضلت التريث لاستشارتك، فهل هو الدواء المناسب لحالتي؟ وكم جرعته ومدة علاجه إن كان كذلك؟ أم تنصح بدواء آخر، فما هو؟ وأيضا كم هي جرعته ومدة علاجه؟
أرجو المعذرة على طول الرسالة، وبارك الله فيكم.