السؤال
السلام عليكم ورحمة وبركاته.
أنا من المعجبين جداً بموقعكم وبما تقدمونه من نصائح، جعلها الله في ميزان حسناتكم، ونفع بكم الأمة.
سأسرد لكم مشكلتي: أنا فتاة عمري 20 سنة، في السنة الثانية في الجامعة، والتحقت بالتخصص الذي أحبه -والحمد لله-، ولدت وعشت في إحدى دول الخليج، ودرست جميع مراحل المدرسة هناك، كنت متفوقة ومتميزة دائما في جميع الصفوف، ودائما أنال المراتب الأولى على مستوى المحافظة والمنطقة أيضاً، أحرزت نسبة عالية في امتحانات الثانوية العامة -بفضل الله-، واضطررت للسفر إلى بلدي الأم أنا وأهلي كي أكمل دراسة الجامعة هناك، كنت دائمة الحزن بسبب فراقي للصديقات، وللمكان الذي عشت فيه، لكنني مع الوقت اعتدت على الأمر -والحمد لله على كل حال، لعله خير-، لكنني أذهب إلى هناك في الإجازات الصيفية.
المشكلة ليست هنا، المشكلة الكبرى في أنني بعد 12 عاماً من التفوق في المدرسة، لم أعد أدرس، لم تعد تلك الهمة للدراسة تلازمني كالسابق، أصبت بلامبالاة عجيبة، أنا مفرغة في البيت تماماً، وليس لدي ما يشغلني، أجهز المكان جيداً للدراسة، وعندما آتي لأذاكر أشعر بالنفور الشديد وأغلق الكتاب، حتى عند اقتراب موعد الامتحان، لا أذاكر ولا يكون عندي شيء من القلق حيال عدم مذاكرتي للامتحان، ورسبت في السنة الأولى في الجامعة في 3 مواد.
أصبحت متقلبة المزاج، وأشعر أحيانا بكتمة وضيق في النفس، وكسولة جدا حتى في أداء المهام البسيطة الأخرى، وهواياتي الأخرى، ولم أعد أستطع حفظ القرآن -للأسف- كالسابق، بعد أن كنت حافظة للمصحف كاملاً، وكلما حاولت أن أغير من نفسي، أكون متحمسة في البداية، لكن سرعان ما يصيبني الإحباط، وتقل عندي الدافعية، وأؤجل مهامي إلى يوم آخر، فقد أصبحت عادة التسويف ليست موجودة في الدراسة وحسب، بل ملازمة لي في أغلب مهامي وأموري الأخرى.
أرجوكم أريد حلاً جذرياً وعملياً يدفعني للدراسة، ويعيد لي همتي وعزيمتي السابقة، أريد أن أستعيد نشاطي وأتغير للأفضل، وأقوم بالأشياء التي يجب علي القيام بها، من غير تسويف ولا تأجيل، فقد تعبت نفسياً من هذا الوضع، وأهلي كذلك، ودائماً ما أبكي وألوم نفسي على هذا التغيير السلبي في حياتي عندما أقارنه بالماضي، وقد كنت قبل أسبوعين أجريت فحصاً لوظائف الغدة الدرقية، وكان إيجابيا -والحمد لله-.
آسفة جدا على كثرة كلامي، لكنني متأكدة -بإذن الله- أنني سأجد عندكم الحل، وفقكم الله، وسدد خطاكم.