السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع, فجزاكم الله خيرًا.
أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عامًا، أدرس تخصص علم النفس، في بداية مشواري الجامعي، ملتزمة وصاحبة أخلاق, منذ أن كنت طالبة في المرحلة الثانوية، وكان يتقدم لي الكثير من الخُطّاب، ولكنّني كنت أرفضهم، وأهلي أيضًا وذلك؛ بسبب صغر سني، ورغبتي في إكمال دراستي الجامعية.
مشكلتي هي: أنني كلما رأيت شابًا صاحب دين وخلق, أُعجبت به، وتمنيته زوجًا لي، فالكثير يقولون لي أنني فتاة عاقلة، ومتفهمة رغم صغر سني، كل ما أريده وأتمناه هو أن أصبح زوجة مسلمة مثالية في المستقبل, لذلك كثيراً ما أقرأ مواضيع تتحدث عن التأهيل للحياة الزوجية، وذلك لاهتمامي في التعرف على سمات الحياة الزوجية الإسلامية السعيدة, وصفات الزوج والزوجة الصالحة، فأسمع الكثير من الدروس عن هذا الموضوع، وأقرأ عنه أيضًا، حتى لا أكون جاهلة في هذه الجانب، ولكي أكون علاقة زوجية سعيدة يحبها الله.
سمعت في أحد الأيام درسًا عن الخطبة، وتحدث الدرس عن الأسئلة التي تسألها الفتاة للخاطب، فقلت في نفسي: كيف سأجرؤ وأسأل هذه الأسئلة؟ فأنا فتاة خجولة.
الأمر الذي يسبب لي الحيرة هو، خجلي الكبير من الرجال، وخاصة الملتزمين منهم، أصحاب الدين والخلق, فكلما رأيت أحدهم أو مررت به، ينتابني حياء شديد والحمد لله، فالحياء شعلة من شعل الإيمان, وهو زينة وعفة للفتاة المسلمة, ولكن الغريب أنه كلما فكرت في يوم خطبتي, يراودني الخجل الشديد, وأردد في نفسي: كيف لي أن أحتمل هذا الأمر, وأشعر وكأنني سوف أذوب من خجلي في تلك اللحظة.
كلما تحدثت مع أختي وتناقشت معها، بشأن هذا الأمر تخبرني: بأن هذا الشعور مألوف، وهو شعور طبيعي، فكل فتاة تشعر بالخجل في هذا الموقف, ولكنني أشعر أن خجلي شديد، وليس كخجل باقي الفتيات، فكلما فكرت في ليلة زفافي, أشعر بالخجل، وأردد في نفسي: كيف سأجرؤ؟ وكيف سأقبل على الجماع؟
اعتذر منكم، فموضوعي معقد وحساس, ولكني أريد أن أعرف, هل خجلي الذي أشعر به خجل طبيعي؟ أم أنه زائد؟ وكيف يمكنني معالجته وضبطه؟
أشير بالذكر، أنني لم أمر في المراحل التي ذكرتها أعلاه، فأنا لم أخطب بعد، ولم أتزوج، ولكنني أشعر بهذا الشعور، كلما فكرت أو تخيلت أنني سوف أخطب أو أتزوج، ورغم كل المعلومات والدروس التي قرأتها عن التأهيل للحياة الزوجية والحمد لله, فأنا أحتاج أن يكون لي رجل صاحب دين وخلق، ليكون هو زوجي، وحبيبي، وكي يعينني على طاعة الله, ويرافقني في رحلة تعليمي, فشعاري في الحياة "كن صاحب أثر"، لذلك عاهدت الله أن أكون صاحبة أثر, وحلمي أن أسعى في الدعوة للإسلام، وأتمنى لو أن باستطاعتي إقناع شخص واحد على الأقل بالإسلام.
أحلم كثيراً بزوجي المثالي، وأتمنى أن يخطبني أفضل الشباب، لكنني أخاف وأخجل من هذا المرحلة، فما هي نصيحتكم لي؟