الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الوساوس القهرية ولاسيما في أمور العقيدة؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي باختصار هي أني كثير التفكير، فدائما ما أغرق في التفكير في الأمور السلبية التي حدثت لي -حتى تلك التي حدثت قبل سنوات رغم أنها جد تافهة، مثلا قبل 3 سنوات عندما كنت أدرس في الثانوية سألتني إحدى زميلاتي عن معنى مصطلح ما، فكانت إجابتي خاطئة، أحيانا أتذكرها, وأعاتب نفسي لما لم أكن أعرف معناه- خصوصا عندما أكون وحيدا.

أعتقد أن سبب المشكلة هو أني كنت شخصا انطوائيا وخجولا في صغري، وأتمنى أن أجد حلا لهذه المشكلة، فأنا لم أجرب طعم الخشوع في الصلاة من قبل، حيث إني أحيانا أنجر في التفكير في بعض الأمور المتعلقة بالدين بطريقة سلبية تصل إلى درجة التساؤل: هل حقا أن الله موجود؟ وماذا يستفيد الله من صلاتنا؟..الخ

ورغم أني أبحث عن إجابات لهذه الأسئلة, لكنها لا تقنعني (لا أظن أن المشكلة في الإجابات بل في تفكيري).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية, ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نقول لك التفكير في الماضي, وما حدث فيه من أحداث, سواء كانت إيجابية أو سلبية؛ فهي قد مضت وولت, والآن ينبغي التفكير في الحاضر والعيش والاستمتاع بما فيه, أما الماضي فنستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة, وكيفية تدارك الأخطاء السابقة.

أما موضوع حديث النفس إلى النفس, فهو وسيلة بديلة للتواصل مع الذات, يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما.

وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم, أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل, فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف, أو الحل المناسب للمشكلة, وفقاً لمعطيات الواقع, وقام بالتطبيق الفعلي؛ لذلك نقول إنه استخدم عقله بطريقة صحيحة.

فالعقل نعمة من نعم الله علينا, نستفيد منه كثيراً إذا وجّهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا, والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة.

هناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية, تكون نتيجة لاستخدام خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور, أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية؛ فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط؛ لعدم تمكنا من إشباع دوافعنا, وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية.

بالنسبة للتخلص من الوساوس والأفكار التي تنتابك يمكنك اتباع الآتي:

1- حاول تجاهل وتحقير الفكرة الوسواسية, وعدم الاستجابة لها, والانشغال بموضوعات فيها مصالح وفوائد في حياتك, وتجنب الجلوس لوحدك, بل خالط الناس وشاركهم في مناسباتهم, وتحملك للضيق أو القلق الناتج عن عدم الاستجابة للأفكار الوسواسية لفترات طويلة يؤدي إلى ضعفها وتلاشيها.

2- عندما تأتيك الأفكار المتعلقة بالعقيدة اسأل نفسك هذه الأسئلة: هل أنا أقر بهذه الأفكار, وأدعو لها الآخرين, وأحاول إقناعهم بها, أو أستطيع أن أكتبها, أو أجاهر بهذا في أجهزة الإعلام المختلفة؟ فإذا كانت الإجابة لا فإذن لا داعي من ضياع الوقت فيها, وهي لا تستحق الاهتمام, وتيقن بأن الله تعالى يعلم بنيتك.

3- لا بد أن تعلم أن الوسواس القهري يكون دائماً عكس ما يقدسه الشخص ويحترمه ويحبه, لذلك هذه الأفكار التي تشغلك دليل على حرصك واهتمامك بعقيدتك وأمور دينك.

4- واظب على ممارسة تمارين الاسترخاء العضلي بشكل يومي, وخاصة في حالة الضيق أو التوتر الشديد, تجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).

5- أشغل لسانك بذكر الله تعالى –تسبيح وتهليل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

6- بالنسبة للوساوس التي تنتابك أثناء الصلاة خاصة, نقول لك لا تسترسل معها, وحاول تجاهلها, وقبل تكبيرة الإحرام اسأل نفسك ما تريد أن تفعل؟ وبعد تكبيرة الإحرام تصور صورة الكعبة أمامك, وأن الجنة عن يمينك, والنار عن يسارك, وأنت واقف بين يدي الله عزّ وجلّ, وانظر إلى موقع السجود, ثم أشغل تفكيرك بالآيات القرآنية التي تتلوها وبمعانيها.

قد يحتاج منك الأمر لمجهود في البداية, ولكن المداومة عليه تساعدك في التغلب على الوسواس إن شاء الله.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً