الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شُخصت حالتي على أنها (فوبيا الموت).. فهل من نصائح؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب مصري, أعمل في إحدى دول الخليج, عمري 29 عاما, ابتلاني الله بحالة وصفها لي الطبيب بأنها فوبيا الموت, فأخذت دواء لمدة عامين, ولم ألاحظ أي تقدم, فتوقفت عنه, وحاولت أن أتعايش مع حالتي, وأرضى بقضاء الله وقدره.

حالتي تطورت إلى فوبيا المرض بكل أنواعه, وأصاب بحالة من الفزع والهلع, فألتجئ إلى الله ليخفف عني ما أنا فيه.

مشكلتي حاليا؛ ولا أعلم إن كان لها صلة بحالتي النفسية أم لا, فمنذ أسبوع أعاني من ضيق في التنفس, وشعور مزعج جدا بتضخم في القلب, أو كأن شيئا يضغط على القلب, حتى لا أستطيع النوم على الجانب الأيمن, وارتفاع في ضغط الدم بشكل شبه مستمر (160/120).

بالإضافة إلى أعراض القولون العصبي التي اعتدت عليها, وما يقلقني الآن هو الضغط المرتفع بشكل مستمر, فآخذ الآن دواء (Lisinopril 10mg) حبة كل يوم بعد السحور.

أقوم بقياس ضغطي بشكل يومي, وهو بمعدل 135/90, ورسم القلب, وأشعة الصدر لم يظهرا أي شيء, والحمد لله, فهل من الممكن أن يكون الضغط المرتفع هو حالة نفسية فقط؟ علما بأني مدخن, وأحاول حاليا الإقلاع عن التدخين.

أعتذر عن الإطالة.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Walid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر لي أنك من الناحية البنيوية –أي التكوينية– لديك القابلية للقلق وللمخاوف، لذا حدثت لك نوبات الفزع والهلع هذه، وأصبحت لديك التخوفات المرضية.

أعراضك –أخِي الكريم– هي أعراض نفسوجسدية بصورة واضحة وجلية، وعلاجك يتطلب بالفعل مقابلة الطبيب النفسي، والحمد لله تعالى الكويت بها خدمات نفسية متميزة، أنت محتاج لأحد مضادات المخاوف الفاعلة، مثل عقار (إستالوبرام) وفي ذات الوقت محتاج أن تمارس الرياضة وتمارين الاسترخاء، وتصرف انتباهك تمامًا عن الانشغال بهذه الأعراض، وذلك من خلال استثمار حياتك بصورة صحيحة، وعدم ترك أي مجال للفراغ الذهني أو الزمني، وحسن إدارة الوقت دائمًا تعني حسن إدارة الحياة.

أخي الكريم: بالنسبة لموضوع ضغط الدم: ارتفاع الضغط لدرجة أن يصل إلى مائة وستين إلى مائة وعشرين، لا أعتقد أن ذلك له علاقة كبيرة بالحالة النفسية، وإن كانت الحالة النفسية ربما تؤدي إلى تغيرات في ضغط الدم، لكن لا يصل لهذا المستوى.

والأمر الثاني: اتضح أن الذين يحدث لهم أو يُصيبهم ما يعرف بضغط الدم العُصابي, هم في الأصل لديهم قابلية كبيرة جدًّا لأن يعانوا من ضغط الدم الحقيقي.

فيا أخِي الكريم: أنت الآن تتناول الـ (Lisinopril) عشرة مليجراما يوميًا، وهو من الأدوية الممتازة جدًّا لخفض ضغط الدم، أنصحك بأن تستمر على هذا المنوال، وأن تتواصل مع طبيبك، وفي ذات الوقت حاول أن تعيش حياة صحية من خلال التوقف عن التدخين، وممارسة الرياضة، والحرص على النوم المبكر، والتوازن الغذائي.

وانظر علاج الخوف من الموت سلوكيا: (261797 - 272262 - 263284 - 278081)، وكيفية الإقلاع عن التدخين: (2220 - 225341 - 229548 - 241900 - 252413).

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً