الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب بتوتر إذا رأيت بعض الصور والأمراض.. أرجو تصنيف حالتي ونصحي

السؤال

السلام عليكم.

في بداية الأمر كنت إذا رأيت بعض الصور أتوتر، ثم أصرف بصري وأهدىء نفسي، وينتهي الأمر، ولكن منذ شهرين تقريباً وأنا أتصفح النت رأيت صورة مقززة لمرض جلدي، توترت كالعادة، ولكن في هذه المرة لم أستطع تهدئة نفسي، وبقيت متوترة حتى انفجرت من البكاء، ولم أنم ليلتها، وبقيت متوترة وأبكي يوماً كاملاً، وأبتهل إلى الله حتى هدأت.

الآن أصبحت الصور التي توترني أكثر من قبل: الكرة، رؤيا ثقوب متقاربة، حراشف، فقاعات، سطوح غير مستوية، تكاثر جراثيم وبكتيريا، أمراض معينة، صور غير واضحة، أيضاً توترني بعض الألوان الباهتة والمنقطة، وأشياء كثيرة موجودة بذاكرتي تظهر كثيراً، ولا أستطيع التخلص منها.

علماً أني -ولله الشكر- ملتزمة أصلاً، محافظة على الصلاة والقرآن، ومحتشمة، وما عندنا أغاني، ولا مسلسلات، ولا شيء، الحمد لله، أنا مررت بصدمة عاطفية قوية جداً منذ 3 سنوات، وكنت صابرة بفضل الله، بكيت بكاء متصلاً لأكثر من سنة ونصف، ولا زلت أعاني من ذكريات الصدمة.

أرجو تصنيف حالتي، والنصح والإرشاد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختي الكريمة: الحمد لله على التزامك واهتمامك بأمور دينك، ونسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته، الخوف الذي ينتابك يعد من أنواع المخاوف المرضية: كالخوف من الأماكن العامة، والمفتوحة، والمزدحمة، والمغلقة، والخوف من بعض الحيوانات، أو الحشرات، وغيرها من المخاوف المرتبطة بأشياء محددة، فإذا كانت هناك حادثة معينة حدثت في الماضي أدت إلى شعور بالخوف بسبب رؤية أشياء مقززة أو منفرة، فنقول: حدث تعميم لكل المواقف المشابهة مع عدم وجود سبب الخوف المرتبط بالحادثة الماضية، أو ربما نتج هذا الشعور بسبب سماع قصص، أو مشاهدة أفلام، أو توقعات كاذبة لأحداث مرعبة تتشابه في مضمونها مع الأشياء التي ذكرتيها.

والصدمة التي مررت بها ربما تكون أججت من تفاقم هذا الشعور، وأحدثت عدم الاتزان الانفعالي.

والعلاج يحتاج منك للمواجهة وعدم الانسحاب والبقاء، فتعرضك لمثل هذه الصور أطول فترة ممكنة، مع تحمل الضيق والقلق الناتج عن ذلك بعدم التفكير في طبيعة الصورة، والانشغال بأي موضوع محبب لنفسك، ويستحسن أن يكون ذلك بالتدريج، وفي البداية يمكن النظر للصور زمناً قصيراً، ثم يزداد هذا الزمن شيئاً فشيئاً، فإذا كان الأمر صعباً عليك في البداية فيمكن الاستعانة بشخص يجلس وتناقشيه في محتوى الصورة، وتعبري عن مشاعرك تجاهها، وكلما تحملت الضيق الناتج عن ذلك لأكبر فترة زمنية زادت ثقتك بنفسك، وقل الخوف أو زال نهائياً -إن شاء الله-.

ويا حبذا إذا حاولت رسم مثل هذه الصور، أو تلوينها والنظر إليها كلوحات جمالية، إذا كانت صور مخلوقات أو كائنات حية، أما صور الأعراض المرضية، فيمكن النظر إليها بأنها تغيرات خارجية لخلايا الجسم نتيجة إصابته بالأمراض، وأنت لست المسؤولة عن ذلك، ويعد ذلك امتحاناً وابتلاءً للمصاب.

واظبي على ممارسة تمارين الاسترخاء العضلي بشكل يومي، وخاصة في حالة الضيق أو التوتر الشديد، تجدين تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).

شفاك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً