السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على جهودكم في خدمة الناس وتوجيههم والتخفيف عنهم، ومساعدتهم في العلاج بعد الله.
أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، قبل شهرين أتتني نوبة هلع، وبعدها أصبت بوسواس الموت، وانعزلت عن الناس، وبعدها أصبت بوسواس قهري في الذات الإلهية، وأصبحت ذكرى الذين فقدتهم لا تفارقني، وكيف كانت طريقة موتهم، وثرثرة عقل، وأفكار تسلطية، لا أستطيع دفعها.
والمشكلة التي تؤرقني أن صورة المقبرة لا تفارق خيالي، وتفرض نفسها على تفكيري، علمًا أن هذه المقبرة قريبة من الحي الذي نسكن فيه، وقد ذهبنا إليها كثيرًا لدفن الموتى من الذين نعرفهم، ورحلوا عن الدنيا رحمة الله عليهم.
قبل يومين وحتى هذه اللحظة خف الخوف، لكن أتاني شيء جديد، وهو السخرية من الذات الإلهية، مع شعور أني أبتسم لدرجة والله أني أنظر إلى نفسي في المرآة لكي أتأكد، هل أنا أبتسم أم لا؟ وأرى ملامحي يعتريها الاكتئاب، ووصلت السخرية والإحساس بالضحك أني أشعر أني أبتسم على أقدار من أصابهم: موت، أو مرض، ونفس الحالة أنا متأكد من ملامحي، أرى الاكتئاب مرسوما فيها، أعلم أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، لكن أخاف أن تتملكني هذه الحالة -لا قدر الله-.
لم تعد صورة المقبرة تخيفني بسبب شعور السخرية، مع العلم أنني لا أستخدم أي شيء من أمور المخدرات، ولا أدخن.
الآن أحس بألم جهة القلب، عملت تخطيطا فكان القلب سليما، ونقص وزني 7 كيلو، وأشعر بدنو الأجل، حيث تتكرر كلمة الموت في كل مكان في التلفزيون، بين الناس، حين أختلط معهم، أو مع أهلي، أو عند خروجي من المنزل، أرى سيارة الموتى، أو الإسعاف، وكل مرة أشعر بأنه إحساس حقيقي، وليس بوسواس حيث إني لدي رغبة كبيرة في الزواج، لكن وسواس الموت هدد أحلامي، وأصبح لدي خوف من المستقبل.
أفيدوني، بارك الله فيكم، وأدعو لي أن ربي يحقق أمنيتي.