الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غربتي عن نفسي وخوفي من هذا الشعور

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

لا أعرف كيف أبدأ؟ أو كيف أصف مشكلتي التي أعانيها، فأنا أخاف كثيراً من ما يحدث، وربما أبالغ في ردود أفعالي، وفي مخاوفي، سأروي لكم الآن ما أعانيه.

من شهر رمضان الماضي، وأنا أشعر بأن عقلي ونفسي غريبين، وأنا لست أنا؟ وكانت إصابتي بهذا الشعور مفاجئة، أنا طبيعية، ولكنني أشعر بأن كل ما أراه ليس واقعاً، أرغب في الصراخ، وأريد أن أغمض عيني وأعود طبيعية كما السابق، يستمر معي هذا الشعور لأيام، ويزداد خلالها مع الوساوس والمخاوف التي أعاني منها.

أشعر بأن عقلي نائم، وأنني في عالم ليس بعالمي، في بعض الأحيان أرغب بالبكاء، لا يوجد من يفهمني عندما أعرض مشكلتي، فأنا أخاف جداً من الأمراض والوساوس، وأعتقد بأن هذه أعراض المرض، مع العلم بأنني عملت فحصاً للدم، وفحصاً للضغط، وفحصاً للسكري، وكانت جميع النتائج سليمة – بفضل الله -، ولكنني مازلت أظن بأن عقلي غير طبيعي ويعيش عالم آخر.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شوق الكلام 91 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء، والعافية، والتوفيق، والسداد.

وصفك لحالتك جيد، بالرغم من أن أعراضك ليست واضحة المعالم مائة بالمائة، والذي استنتجته أنك غالبًا تعانين من حالة تسمى باضطراب الآنية أو التغرب عن الذات، أي أن الإنسان يحسُّ بشيء من اللاواقعية حوله دون أن يستطيع أن يُحدد الأمور بدقة شديدة، وهذا يعتبر نوعًا من القلق النفسي البسيط.

وأنت ذكرت أنه لديك أيضًا وساوس ومخاوف، وهذا قد يؤكد التشخيص، لأن المخاوف والوساوس في حد ذاتها يوجد فيها مكوّن قلقي كبير جدًّا.

تخوفك من الأمراض أيتها الفاضلة الكريمة، هذا أمر طبيعي، الناس تخاف من الأمراض، لكن الإنسان يجب أن يكون متوكلاً على الله تعالى، وتسألي الله تعالى أن يحفظك، تلتزمي بأذكارك، تعيشي حياة صحية.

أنت الحمد لله تعالى ذهبت إلى الطبيبة وقامت بفحصك وكانت كل فحوصاتك سليمة ورائعة، فراجعي الطبيبة مرة واحدة كل ستة أشهر مثلاً.

مارسي أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، وفي ذات الوقت طبقي تمارين الاسترخاء، هذه تمارين مفيدة جدًّا، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015)، أرجو أن ترجعي إليها وتسترشدي بما فيها من إرشاد يوضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء على أسس علمية سلوكية صحيحة.

واحرصي أيضًا على تنظيم وقتك، وأن تكوني إيجابية في تفكيرك، لا بد أن تكون لك مشاركات إيجابية داخل أسرتك.

هذا هو الذي أنصحك به، وإن ظلَّت هذه الأعراض معك يُفضل أن تقومي بزيارة قسم الطب النفسي، وهناك خدمات ممتازة جدًّا في البحرين، وقد يصف لك الطبيب أحد الأدوية البسيطة المضادة لقلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً