الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلقة من عادة ابنتي اليومية منذ سنوات بالمشي في مكان مغلق والحديث مع نفسها

السؤال

السلام عليكم

بنتي منذ المرحلة المتوسطة إلى نهاية المرحلة الجامعية، وهي تحب أن تمشي في مكان مغلق (المجلس)، وأثناء المشي تتحدث مع نفسها، رغم ذلك فهي تجيد التعامل مع الناس وشخصيتها سوية، وأنا قلقة من هذا الأسلوب، ناقشتها وهي غير مقتنعة بترك هذه العادة، أو حتى أن تترك الباب مفتوحا، ما رأيكم في هذه العادة؟ فهي تتكرر في اليوم أكثر من مرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nawa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا على هذا الموقع.

هناك مجموعة من الأسئلة الأساسية هنا، ومنها عندما تتحدث هذه الفتاة مع نفسها، فهل هناك في أوقات تسمع فيها جوابا لكلامها، أو تسمع صوتا يتحدث معها، ويتجاوب مع حديثها مع نفسها؟ وأنا أفترض بأن جوابك بالنفي عن هذه الأسئلة، وإلا فإذا كانت تسمع جوابا لحديثها مع نفسها، فإني أنصح بمراجعة طبيب نفسي، وإلا فهذا إنما هو عادة وسلوك مكتسب.

وطبعا يفيد أن لا تتحدث مع نفسها أمام الناس، وإلا فلا أحد يلومهم إذا افترضوا أمورا أخرى، واتخذوا موقفا سلبيا منها، إن في انتباه الفتاة لسلوكها في الحديث مع نفسها بشكل غير مألوف عند معظم الناس، هذا الانتباه هو المرحلة الأولى لتغيير الحال، ولعل تواصلك معها دليل على رغبتك في مساعدتها على التغيير، إن هي اقتنعت بهذا التغيير.

والغالب أن هذا التصرف عبارة عن سلوك متعلم مكتسب، وهذا يعني أنه يمكننا أيضا إزالة هذا التعلم، وتعلم مكانه سلوكا آخر أكثر صحية، وقد يصعب عليها أن تتوقف فجأة عن هذه "العادة" من حديث النفس، وربما الأفضل والممكن هي محاولة تحديد الأوقات التي تختلي فيها مع نفسها، وتقوم بحديث النفس هذا، وليكن مثلا مرتين في اليوم، في الصباح الباكر، وآخر الليل وقبيل النوم، وستلاحظ من خلال الوقت أن شعورها بهذه الحاجة قد بدأ يخفّ، وربما تقتصر على هذين الوقتين، وبعد مدة شهر أو شهرين تحاول أن تفعل هذا لوقت واحد، وهكذا حتى تزول عندها الحاجة الشديدة لحديث النفس هذا، وطبعا كل هذا فقد إن رغبت هي في التغيير.

طبعا ليس هناك إنسان لا "يحدث" نفسه في أموره الخاصة، ولكن عادة ما يكون حديثا صامتا، وكأنه نوع من التفكير والتأمل، فهذا أقرب للشيء "الطبيعي"، وإن لم يكن هناك شيء اسمه الأمر الطبيعي، والأمر يختلف من شخص لآخر.

وهناك بعض الناس عندهم عادة أن "يفكروا بصوت مرتفع" ولو حتى أمام الناس، وكان عندي في الماضي صديق خبير في إصلاح الأدوات الإلكترونية والسيارات، وكان وهو يقوم بعمل ما يفكر بصوت مسموع بالخطوات التي سيقوم بها في أداء عمله، كأن يقول مثلا: "والآن سأحاول قطع هذا السلك، ووضعه هناك.." ولم يكن أحد يستغرب منه هذا العمل، فهذا أيضا خيار متاح لهذه الفتاة.

وفقك الله، ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية nawal

    جزاك الله خيرا وشكرا لأهتمامكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً