السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
لا أعرف كيف أبدأ في الكلام؛ لأن فاتحة القول: أن حياتي صعبة، والحمد لله على كل حال، منذ ما يقارب الـ 8 سنوات وأنا أعاني من الاكتئاب والرهاب، -كما شخصني أحد الاستشاريين النفسيين- تعبت من نظرات الناس، عيونهم في كل مكان، لا أخطو خطوة إلا بعد حسابها ألف حساب، هجرت الناس، حياتي محدودة جدا، منزل، مسجد، أخرج قليلا وأعود بسرعة، وكأني في موعد مع الفراش والمنزل الذي أستطيع التأقلم معه؛ لحفظي طريقة الرد على الأهل لطول مكثي معهم، تركت جميع الأصدقاء منذ مدة، وهو -بالأصح- صديق واحد، وابتعدت عنه؛ لأن الصداقة بالنسبة لي شبه مستحيلة، أحاول أن أتصرف في نفس اليوم الذي أنا فيه، وأحاول حرقه بأي طريقة.
أختفي من الأقرباء كالجرذ في المجاري، التهرب هي سمة حياتي؛ لأني حتى لو لم أتهرب وقابلت الشخص فوجودي معه لا يشعرني بذرة من الراحة، أريده أن ينتهي فحسب، لا أدري ما السبب؟ أجوبتي مرتبكة مشتتة، أحاول النطق بكلمات، عندما أعد أحد الأشخاص أحس أن لساني مربوط، الكلمات تخرج غير عفوية، مرتبكة، تخرج من أقصى الدماغ، أشحذ جميع قدرات العقل للرد على جواب أحد الأشخاص، كأنني أمام أصعب الأسئلة وأعظم الناس، وحتى مع ردي الجيد له لكن تخرج الكلمات مغصوبة، وليس لي مزاج في الكلام، أحاول إنهاء الحوار بأي طريقة، لا مكان لي فيه راحة، الحياة لا طعم لها نهائيًا، ولولا الدين الذي أعتنقه لكنت الآن في عداد الموتى.
مزاجي يتغير في عشية وضحاها، تقلب رهيب في المزاج دائمًا، أستخدم الخيال في جبر نقصي، كتخيلي لذهابي لمناسبة وأني أنا الأفضل في تلك المناسبة، وأن الجميع استمتع بكلامي، محبوس في الخيال، حاولت التغيير من نفسي سلوكيًا لكن بلا جدوى، كلما أطور نفسي اليوم وأقول: اليوم تحسنت؛ يبدأ اليوم التالي وتبدأ النقطة معه من الصفر، وكأني لم أعمل شيئًا، تبرمج عقلي مع المرض، وكأنه يقول لي: لا تحاول التغيير فهذا مصيرك.
أعلم في داخلي أن لدي قدرات مذهلة، شهد لي بها الكثير، حتى وأنا في أتعس حالاتي، لكن إطلاق القدرات مستحيلة مع الرهاب والاكتئاب، مع العلم أنني مارست كثيرًا من السلوكيات، والمحاولة للتغيير، حاولت حضور المناسبات واللقاء بالأصدقاء، والانخراط معهم، لكن هناك شيء يمنعني.
استخدمت السيروكسات 20 ملجم لمدة 10 أشهر، وتحسن الاكتئاب معي بنسبة 30 %، لكن الرهاب على حاله، ثم توقفت عنه لتحسن الحالة المزاجية، ثم تدهورت حالتي ورجعت للطبيب وكتب لي علاجًا اسمه برستيج، ولم يناسبني إطلاقًا، ثم كتب لي علاجًا اسمه فيكسال اكس ار 150، ناسبني كثيرًا وارتحت معه، وقطعته عندما شعرت بالراحة من الاكتئاب ومن الرهاب، ثم تدهورت وعدت له، لكن مفعوله أصبح ضعيفًا.
الآن امتنعت عن الذهاب إلى الطبيب لأسباب مادية، قرأت عن السبرالكس وأنه علاج ممتاز للرهاب والاكتئاب، وأحببت أن آخذ نصيحتكم، هل آخذه؟ وما هي الجرعة المناسبة؟ أم هناك علاجات أخرى أستطيع أخذها لكنها قليلة الآثار الجانبية؟ لأن الأدوية التي أخذتها في السابق سببت لي التهاب البروستاتا، والفيكسال اكس ار سبب لي ارتباكًا في الأعصاب، حيث أحس بأن قواي قد خارت حتى حملي الأشياء، قدرتي ضعفت كثيرًا.
أملي في الله ثم بكم أن تصفوا لي العلاج المناسب، وأي استفسار تريدونه أنا مستعد، لله الشكوى، وعليه التكلان سبحانه الشافي المعافي، وصلى الله على نبينا محمد.