الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت باكتئاب شديد بسبب الخوف من الموت ومن الأمراض المزمنة.

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 20 سنة، طالب جامعي، أصبت باكتئاب شديد بسبب الخوف من الموت، ومن الأمراض المزمنة -عافانا الله وإياكم- كانت عندي أعراض مثل زيادة في ضربات القلب وألم بالصدر، اضطرابات في المعدة، بعد ذلك شفيت تماما، الحمد لله.

الأسبوع الماضي توفيت خالتي رحمها الله، وأسكنها فسيح جناته، كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي، تغلبت على خوفي وذهبت إلى العزاء وجرت الأمور كما يرام، وعند العودة إلى المنزل أصبحت تأتيني أفكار أني سوف أموت!

خفت كثيرا في اليوم التالي عند استيقاظي، وأحسست بدوران وألم في الرأس، ولم أعط ذلك اهتماماً لأنه زال بعد مرور ساعة من استيقاظي، ومر يومان وأصبحت تجيئني نوبات من خوف وتسارع ضربات قلب، وبرودة في الأطراف، وضيق في التنفس ودوران، وإحساس بعدم ثبات، وارتعاش، أحس أنها النهاية، وسأموت، وبعد ذلك تزول.

لم أقم بزيارة طبيب، علما أني بدأت التدخين منذ عام ونصف، فهل أنا أتوهم المرض أم أن هناك مرضا عضويا؟ ماذا أعمل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك الثقة في إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: أنت لا تتوهم المرض، وأنت لست مريضًا، لكن لديك ظاهرة مهمة نسميها بنوبات قلق المخاوف، والذي يظهر أن بناءك النفسي جعلك مهيأً للإصابة بالقلق وبالمخاوف والتفاعلات الوجدانية الكبيرة نسبيًا.

قطعًا وفاة خالتك – عليها رحمة الله – هو ليس بالحدث السهل، خاصة بالنسبة لإنسان مثلك، كما ذكرت لك: نفسك لطيفة ووجدانية، وهذا جعلك تتفاعل تفاعلاً نفسيًا سلبيًا يدور حول الموت، وهذا أدى إلى المزيد من المخاوف.

أسأل الله تعالى لخالتك الرحمة ولجميع موتى المسلمين، هذا أولاً.

ثانيًا: لابد أن تكون شخصًا فعّالاً في حالتك، تستفيد من وقتك، يكون لك برامج مستقبلية واضحة لتحقيق أهدافك، مارس الرياضة، ونم مبكرًا، هذه مهمة جدًّا لتُزيح التوترات والقلق الذي تعاني منه.

اذهب إلى الطبيب هذا أيضًا أمر جيد، لأن الطبيب يمكن أن يقوم بإجراء فحوصات عامة لك، ثم يعطيك بعض الأدوية البسيطة، والفحوصات يجب أن تشمل: معرفة مستوى قوة الدم، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، لأن في حالة ضعف الدم ونقصانه أو زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية، هذا أيضًا قد يؤدي إلى القلق والشعور بالخوف وكذلك تسارع ضربات القلب.

أنا لا أعتقد أن لديك علة من هذا القبيل، لكن لا بد من التأكد، وبعد أن تُجري الفحوصات هذه سوف يصف لك الطبيب أدوية بسيطة كما ذكرتُ لك.

عقار يعرف تجاريًا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol) بجرعة بسيطة سوف يكون جيدًا جدًّا بالنسبة لك، وكذلك عقار يُعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat) والذي يُسمى (ديروكسات Deroxat) ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) أيضًا سيكون من الأدوية المفيدة جدًّا لك، ومن الضروري جدًّا أن تلتزم بجرعة هذه الأدوية حسب ما يصفها لك الطبيب.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً