السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الأساتذة الكرام .
في الحقيقة مشكلتي تتعلق بتحصيلي الدراسي، فبالرغم من أنه مقبول ولكن أحس أنه ينقصه شيء .
أنا أدرس الجامعة في أوروبا، ومشكلتي أنني من الأشخاص الذين يسألون (بفتح الياء) ولا يسألون (بضم الياء)، أعني بهذا أنني أستغرق وقتاً في فهم ما يفهمه غيري من الطلبة بسهولة، لذلك أكون أنا دوماً من يسألهم عن شرح المواد، مما سبب لي نوعاً من الإحباط، فأنا دوماً أقول لنفسي: لماذا لا تفهم مثلهم؟ لماذا تسألهم دوماً؟؟ لماذا لا يسألونك هم؟؟ وغيرها الكثير .
مشكلة أخرى هي أنني لم يحدث أن بدأت بدراسة مادة مقررة أو مشروع معين؛ إلا قلت لنفسي هذا صعب، لا يمكنك النجاح فيه!! فما هو السبيل لدحض هذه الأفكار الهدامة، والبدء فعلاً في دراسة المادة أو المشروع على أساس أنه لا نقاش في أنني سأنجح فيهما بإذن الله؟؟
لقد قرأت في موقعكم بعض المشاكل الأخرى والتي تنصحون فيها السائلين بالبحث عن المشكلة الأصلية التي سببت كل ما هو حاصل له، وعملاً بذلك فأنا لدي موقف ما زلت أذكره منذ أن كنت صغيراً، وأنا أود ذكره لكم لتعينوني على تفنيده.
الموقف باختصار هو أنني عندما كنت في الصف الثالث الابتدائي كان لدينا أستاذ رياضيات قاسي، وكان يردد دوماً على مسامعي أنني غبي ولا أفهم، وبالرغم من أنه لم يختصني بها وحدي، فقد كانت تؤلمني بشدة وتشعرني بالخجل، وحدث في مرة أنه بعدما انتهى من تعنيفه المعتاد لي تعثرت وسقطت على الأرض، طبعاً لم يضحك علي أحد لأن الكل كان يخاف من الأستاذ، ولكني لا أنسى هذا المنظر أبداً، عيون الطلبة ما بين مشفق وهازئ ومتشفٍ تنظر كلها إلى أسفل حيث أني ما زلت على الأرض، وعيون الأستاذ ملؤها الاحتقار .
أعتقد أنكم استنتجتم من أنه قد تكونت لدي عقدة من الرياضيات، وهذا ما حدث فعلاً، فبالرغم من أنني لم أرسب فيها مطلقاً، ولكن أصبح تحصيلي فيها مقبول (يعني على شفا حفرة من الرسوب) رغم أنني ممتاز في باقي المواد، والغريب أنني رغم خوفي من الرياضيات إلا أنني الآن في السنة الثالثة من كلية هندسة الإلكترونيات !!
أحد أصدقائي أخبرني أنه ربما مشكلتي تكمن في هذه الذكرى -التي لا يعرفها حتى أبي وأمي وإخوتي- ونصحني بمواجهتها – أي الذكرى- والتغلب عليها، وسؤالي هو : كيف يمكنني التغلب عليها ونسيانها ؟ والأهم من ذلك: هل هي فعلاً ما يثبط عزيمتي من كل المواد؟
نقطة أخرى: لقد سمعت كثيراً من الناس الذين يقولون بأن الواحد منا يمكنه زيادة معدل استيعابه وزيادة نشاطه العقلي إذا قام بعمل بعض التمارين، فأود أن أعرف هل هذا صحيح؟ وهل لها علاقة بالبرمجة اللغوية العصبية والتي هي على لسان الجميع في وقتنا هذا؟
شكراً جزيلاً لكم، وأنتظر ردكم بفارغ الصبر.