الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنزعج من أصوات مضغ الطعام ولا أستطيع أن أتحمله، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكر الله لكم ولمن أسس هذا الموقع، ولجميع القائمين على العمل.

لدي مشكلة تؤرقني وتؤرق من حولي، وتسبب لي المتاعب والخلاف مع أهلي، وهي أني غالباً لا أحتمل ولا أستطيع أبداً أن أجلس على المائدة ومعي شخص يصدر صوتاً وهو يأكل، بصراحة أشعر أنني أدخل في حالة هيستيرية، عندما أسمع صوت أحدهم وهو يأكل، طبعاً لا أعني بالصوت الكلام، بل صوت عملية المضغ بشكلٍ عام.

أنا أدرك أن هناك أطعمة يستحيل أن يأكلها الإنسان دون أن يصدر صوتاً كالجزر، والخيار، حتى أنا تصدر مني الأصوات، لكن لا أعرف لماذا لا أحتمل ذلك؟ أكاد أجن عندما أسمع الأصوات، إضافةً إلى بعض الأطعمة التي يمكن أن يأكلها المرء دون أي صوت، مع ذلك أجد البعض يصدر صوتاً أثناء تناولها وهنا المصيبة أعظم وأشد.

أرجوكم ساعدوني، أريد حلاً لهذه المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راوية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت تمضغين الطعام وأنا أمضغه، وغيرنا يمضغه، وهذه هي الطريقة الصحيحة، مضغ الطعام الجيد هو من الأمور الصحيَّة المطلوبة، ومشاعرك التي وصفتها بأنها لا تتحمل صوت المضغ هذه مشاعر لا تُقبل، والإنسان لا بد أن يسأل نفسه لماذا أرفض أن أسمع مضغ الآخرين وأنا أمضغ الطعام مثلهم؟

الإنسان لا يقبل أي شعور يأتيه، ولا أي فكرة تتسلط عليه، لا بد أن يكون لنا وسائل التنقية والفلْترة والتصفية لمعرفة ما هو مقبول وما هو مرفوض من أفكارنا وأحاسيسنا، خاصة إذا كانت متعلقة بالآخرين.

أيتها الفاضلة الكريمة: حقّري هذا الشعور، وعلى العكس تمامًا حاولي دائمًا أن تأكلي في مجموعة من أهل بيتك مثلاً، وأريدك أن تقرئي عن الأسنان، وعن هضم الطعام، وأهمية المضغ، الخلاصة هي أن تعرضي نفسك لمصدر وسوستك وقلقك وخوفك، وهذه الفكرة بالفعل هي فكرة سخيفة، وما هو سخيف يجب أن يتم تجاهله ومقاومته وإسقاطه من الخيال.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً