الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصلت للتفكير في الانتحار لسيطرة الاكتئاب والوساوس والقلق عليّ.

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة، عمري 21 سنة، أعاني من انعدام الثقة في النفس، ووساوس وكثرة التفكير، وقلق دائم وأحلام مزعجة عند النوم، تقريبا أعاني من هذه الحالة منذ ثلاث سنوات، كانت تأتيني خلال فترات متباعدة، وأما الآن زادت فتأتيني أكثر من مرة في الأسبوع، أبكي لمجرد تذكر الأشياء السيئة، أكون سعيدة لفترة قصيرة وفجأة أصبح تعيسة.

وأيضاً ليست لدي ثقة بنفسي، لا أستطيع أن أواجه أحدا، وعندما أريد ذلك أشعر بأن لساني ينعقد ولا أستطيع الكلام، كما أنني أتردد في أن أطلب من أحد شيئا، لا أحب الناس ولا أثق في أحد، تعرضت تقريبا منذ خمسة شهور لصدمة أثرت عي، زاد كرهي لمن حولي، وأصبحت أشك في أي أحد أقابله، أعاني من وسواس شديد وأشعر بأن الجميع يكرهني ويكذب علي.

أنا الآن أشعر بالاكتئاب، لا أرى طعما للحياة ولا أرتاح في نومي، طوال الوقت أفكر كثيرا، وأصبحت شاردة الذهن كثيرا، أعاني من عدم التركيز، وصحتي الجسدية والنفسية تتدهور يوما عن يوم، بعض المرات أفكر في الانتحار، لكن سرعان ما أتراجع، أشعر بأني مللت من هذه الحياة التي لا طعم لها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Soso حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأرحب بك في إسلام ويب.

أيتها الفاضلة الكريمة: ما دمت تفكرين في الانتحار فأرجو أن تذهبي الآن إلى الطبيب النفسي، لا تترددي، لا تتأخري أبدًا، فالشعور بالانتحار والتفكير فيه هو شعور سخيف، خاصة حين يأتي للمسلم، فأرجو ألا تتأخري أبدًا في الذهاب إلى الطبيب الآن.

أنا شخصيًا لا أرى هنالك شيئًا يدفعك نحو الانتحار، نعم أنت تعانين من بعض القلق والتوترات وعدم حُسن المزاج وشيء من تذبذبه، مع توجُّهٍ وسواسي وشيء من الشكوك والظنانية والارتياب، هذه الحالات كثيرة ومنتشرة، وهي يمكن أن تُعالج، وأنا متأكد أن الأخ الطبيب النفسي حين تقابليه سوف يقوم بإعطائك العلاجات الدوائية اللازمة.

أنت محتاجة لأحد محسنات المزاج، يُضاف إليه جرعة صغيرة من مضادات الظنانية، وهي -الحمد لله- كثيرة ومتوفرة، وأقول لك أن الحياة طيبة وجميلة، ويمكن أن تبدئي وتبني لحياتك حياة راشدة من خلال التأمُّل الإيجابي، من خلال الثقة بالنفس والآخرين، وأن تُديري وقتك بصورة طيبة وجميلة، وأن تضعي لنفسك برامج مستقبلية تُديري من خلالها حياتك.

هذا كله سوف ينتهي -إن شاء الله تعالى-، أي الفكر السلبي السوداوي السيء بعد أن تقابلي الطبيب ويصف لك العلاج، وخذي ما ذكرته لك من نصائح وإرشاد.

وللفائدة راجعي حكم الانتحار أو التفكير فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً