الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خجل وتوتر، وخوف من المشي ليلاً.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الخجل والتواتر والخوف من الناس والتحدث إليهم وعدم الثقة في من حولي، وأشعر بالخوف إن كنت أمشي ليلاً في الشارع.

فما هو العلاج للتخلص من هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فادي حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تعاني منه -أخي الكريم- ربما يكون سببه نقصان الثقة بالنفس، وربما تكون شخصيتك من النوع الحساس، وأنك تفكر دائماً في رأي الآخرين عنك، كما أن مقياس أو معيار التقييم لشخصيتك وللآخرين يحتاج إلى تعديل؛ لكي تتصرف بصورة طبيعية. وإذا زادت ثقتك بنفسك -إن شاء الله- ستتفجر كل القدرات والإمكانات والطاقات التي تمتلكها.

حاول رفع شعار مفاده التحدي، واقتحام الزيارات المتكررة للأهل والأصدقاء، وإجابة الدعوات والمشاركة في المناسبات ولو بالصورة المتدرجة. فهذه تكسبك الثقة بالنفس وتزيدها، فإذا انكسر الحاجز النفسي؛ فسيكون الأمر طبيعياً إن شاء الله.

الإنسان يتعلم بالممارسة والتدريب شيئاً فشيئاً. ففي البداية تعلم كيفية المحادثة مع الآخرين، بالاستماع الجيد لما يقولونه، ثم كيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة، والاستفسار بطريقة فيها احترام وتقدير للشخص الآخر، وإظهار الإعجاب، والتعليق على حديثهم ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها. وإذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك، فاغتنمها ولا تتردد، بل انتهج نهج المبادأة، وكن أول من يبدأ دائماً بالتعريف أو الحديث عن النفس.

لا تتخوف من الخطأ؛ فكل بني آدم خَطَّاء، وتذكر أن الذين تتحدث معهم لهم عيوب وأخطاء.

درب نفسك على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تألفهم من الأهل والأصدقاء، ثم انتقل إلى لغرباء.

التزم بفعل الطاعات، وتجنب فعل المنكرات؛ حتى تكون قريباً من المولى عزّ وجلّ، وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً، فقال: (يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

واظب على الصلوات في جماعة، وخاصة صلاة الصبح؛ فإنك تكون في ذمة الله، ولا يضرك شيء، ويحفظك الله –تعالى- من كل شر طيلة ذلك اليوم، ويبعد عنك كل مشكلة، والتزم -أخي الكريم- بأدعية وأذكار الخروج من البيت، والذهاب في الليل؛ يحفظك الله –تعالى- من شر ما تخاف بإذنه الواحد الأحد.

مارس تمارين الاسترخاء العضلي -تجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015)؛ فإنها مفيدة -إن شاء الله- في خفض التوتر والقلق.

نسأل الله –تعالى- أن يحفظك من كل شر.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً