الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات هلع وقلق وتوتر مفاجئة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

إخواني، الله يجزيكم كل خير على فتح هذه النافذة لنا.

أنا يومَ كنت بعمر 14 سنة، كنت أعاني من وسواس قهري في الصلاة والوضوء، وكنت أعيد الوضوء والصلاة أكثر من مرة، -والحمد لله- من الله علي بالشفاء، وذلك بعد استشارتكم قبل عشر سنوات تقريباً.

أنا اليوم أعاني من نوبات هلع وقلق وتوتر مفاجئة، بين كل فترة وفترة أستطيع التخلص منها، وأعيش حياتي بشكل طبيعي، لكنها سرعان ما تعود إلي، وفي أحيانٍ أخرى تسبب لي اضطراباتٍ في النوم.

حدثت لي أول نوبة هلع قبل 4 سنوات، كنت في المسجد، وبعد مراجعة مستشفى الطوارئ والكشوفات ثم البحث في النت علمت أن مرضي نفسي، وليس عضوياً.

صرت أخاف من دخول المسجد لأبعد الحدود، وصار عندي قلق وتوتر من أدنى موقف، ولي الآن أسبوعان أعاني من خمول في جسمي وفي رأسي بشكل خاص، لدرجة أني أفقد التركيز في كل شيء حولي، ثم إني أصبحت أخاف الخروج من المنزل خلال الأسبوعين الأخيرين، وأصبحت هذه الأعراض النفسية تلازمني، ولا أستطيع التخلص منها بسهولة، فقبل أيام كنت أقود السيارة وحصلت لي هذه الأعراض لدرجة أن أطراف يدي تشنجت.

ذهبت إلى الطوارئ، وعملوا لي كشوفات أولية، وقالوا: إن الأمور سليمة، لم أعمل تحاليل بل كشوفات، مثل الضغط والحرارة والسكر، الخ.

بعد النوبة الأخيرة أصبحت أخاف جداً من ركوب السيارة وقيادتها، لا أريد أن أقود السيارة، ولا أدري كيف أتخلص منها نهائياً وأعيش حياتي.

الشيء الآخر أني افتقدت التركيز في الآونة الأخيرة، وأريد التخلص من هذه النوبات، فماذا أعمل، وماذا أصنع؟

أعطوني كل الخطوات حتى أعيش حياتي بشكل طبيعي، لقد أتعبني القلق كثيراً، والخوف من اللاشيء، وصرت أستسلم للشهوات بشكل كبير.

أنتظر منكم الإجابة لحالتي، وأسأل الله أن يشفيني ويشفي جميع مرضى المسلمين، وأسأل الله لي ولكم التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد وفقت في وصف ما تعاني منه بدقة متناهية، وبأسلوب سلس، وعليه يمكن تشخيص ما تعاني منه بأنه اضطراب الهلع، مع رهاب الخروج، وتحدث عندك في الأول نوبة الهلع في البداية -كما وصفتها- وهو إحساس الخوف الشديد والتوتر، وأن هناك شيئاً خطيراً سوف يحدث لك، وعندما تذهب وتُجرى لك الفحوص تكون طبيعية، ويرتبط حدوث النوبة بمكان الحدوث، ويصير الذهاب إلى ذلك المكان مشكلة مثل المسجد أو السوق أو حتى السيارة، وقد تم علاجك، ولكن عادت لك مرة أخرى، وهذا يحدث، وندع الله لك بالتعافي.

أنصحك بتناول سبراليكس 10 ملجم يومياً لعدة أشهر، وعليك بمواصلة الذهاب إلى المسجد، وركوب السيارة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً