السؤال
السلام عليكم..
مشكلتي هي أني لا أستطيع الدراسة في المنزل لوحدي، وأريد من يشد عزمي، ولا أدري هل استنفذت طاقتي في الدراسة حين وصولي للماجستير؟ فقد أصبحت مزاجية لأبعد حد، أكره الهدوء والوحدة، وأشعر بضيق لو بقيت في المنزل يوما كاملا.
حاولت مع زميلتي التي أشاركها المنزل أن أقنعها بأن تشاركنا زميلة ثالثة حتى أستأنس بوجودها، ونشجع بعضنا على الدراسة، كون زميلتي دوامها طويل، ولديها مناوبات في المستشفى، ولكنها رفضت، لأنها قد تكون مزعجة ولا نعرف كيف ستكون طباعها.
تعبت وأنا أجاهد نفسي في الخارج أن أكون متحمسة للدراسة، وأخطط ماذا سأفعل؟ وماذا سأدرس؟ وما إن أعود إلى المنزل حتى أعود للكسل والخمول والنوم المفرط الذي لا أستطيع أن أقاومه، وإن لم يكن بي نوم أقوم بترتيب المنزل، أو شطفه، أو أفتح الإنترنت، وينتهي اليوم دون أن أستذكر شيئا.
لا أنجز دراستي في المنزل، وهذا الأمر أدخلني في الاكتئاب، فالامتحانات على الأبواب، وأنا أضيع وقتي بيدي، فتارة أرتب المنزل، وتارة أقوم بشطف المنزل كاملا رغم نظافته، أو أقوم بطبخ معجنات رغم أنني مشغولة، وهناك أمور أولى يجب أن أقوم بها، والكثير من المرات أنام ثم أنام ثم أنام.
حاليا أذهب إلى المكتبة حتى أستذكر دروسي، ونوعا ما أفضل، فأنا أستأنس بمشاهدة الطلاب وهم يدرسون بجد، ولكن المكتبة تغلق في الرابعة عصرا، وتغلق الجمعة والسبت.
وبعض المرات أذهب للحديقة للاستذكار، أحب أن أرى الشمس، وأن أرى الشوارع مليئة بالناس، وأكتئب من جلوسي في المنزل، وأشعر بضيق ونوم مفرط لا أستطيع مقاومته.
في بعض المرات أذهب إلى صديقتي لكي نستذكر سويا، ولكنها مشغولة في أغلب الأيام واليوم الواحد الذي أذهب فيه للدراسة معها لا يكفي لتغطية النقص والعجز في دراستي.
حاولت تنويع أساليب الدراسة، بالصوت، واستخدام السبورة، في المنزل، وحتى أني حذفت الواتس آب والفيس من الجوال، ولكن دون جدوى.
حين كنت في الثانوية كنت ذكية جدا بشهادة من حولي، ثم في البكالوريوس لم أعد كما كنت، ولكن في آخر سنة مللت من الدراسة، ولا أدري إلى الآن كيف كان لطف ربي بي وتخرجت، فقد جاهدت نفسي كثير حتى أستذكر دروسي، ولكن الطامة الكبرى كانت في الماجستير، فقد أصبحت لا أطيق الدراسة في المنزل، فإن فتحت المحاضرة فإنني أقضي وقتا طويلا في نفس الصفحة ونفس الفقرة طوال اليوم، ولا أدري هل هو مرض نفسي أم حسد؟ فأنا أقرأ القرآن والأذكار وأجاهد نفسي بقراءتها.
أريد أن أكون محل ثقة أهلي عندما سمحوا لي بمواصلة الماجستير، فأنا أمام تحد مع نفسي قبل الجميع، حيث أنني درست البكالوريوس باللغة العربية، والآن في الماجستير دراستي باللغة الإنجليزية.
أريد أن أكمل مشواري في طلب العلم، وأن أخرج إلى العمل بكفاءة عالية، ولكن كيف ذلك وأنا لا أستطيع الدراسة؟
أرشدوني ماذا أفعل؟ أثابكم الله وفرج همكم.