السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 19 سنة، ومشكلتي هي ضعف الشخصية، فأنا فتاة جدًا انطوائية، ولا أستطيع التحدث كثيرًا مع الناس، والآن أصبحت حتى مع أهلي أكتفي بالصمت، وقد تمر الجلسة دون أن أقول سوى كلمة واحدة، وإذا كانت المجموعة كبيرة، أكتفي بالتفاعل بحركات وجهي فقط، وإذا كانت المجموعة صغيرة، ربما أقول جملة واحدة.
في البداية كانت أمي هي أكثر شخص أتحدث معه وأشكو لها، لكن بعد ذلك حدثت بيني وبينها مشكلة، والآن أتكلم معها بشكل عادي، وأكبت ما يدور في نفسي كثيرًا، وعندما أعود إلى البيت، أندم على أنني لم أتكلم، وأفكر فيما كان يجب أن أقوله وأبحث عن حلول، وأقول في نفسي: لو أنني فعلت كذا..
زادت الأمور تعقيدًا بعد أن تركت الجامعة ودخلت تخصص الطب، وكانت أسوأ أيام حياتي، كنت لا أختلط بأحد، أجلس في ركن بمفردي خلال فترات الاستراحة، وكان من المستحيل أن أذاكر. وعندما أعود من الدوام، أمسك شنطتي وأرميها على الأرض، ثم بدأت أجمع الكتب وأرميها في الزبالة، في الليل جاء والدي وأخذها من الزبالة. لم يهدأ لي بال إلا بعد أن تركت الدراسة، حضرت فقط ثلاثة اختبارات في منتصف الفصل، أما الاختبارين الأخيرين فقد انسحبت منهما، وسحبت سنة دراسية بعد أن أقنعني الموظفون بأن أسحب إخلاء الطرف.
والآن دخلت معهدًا لتعلم اللغة الإنجليزية، لكن ما الفائدة إذا لم أتمكن من المذاكرة؟ مع ذلك درجاتي جيدة، وأستطيع الحصول على امتياز، لكنني لا أستطيع المذاكرة، هذه الحالة جاءت فجأة بعد أن كنت أحقق الامتياز في المدرسة، حيث انقلبت الأمور وأصبحت أكره النظر في الكتب.
ويزداد لدي الوسواس القهري عندما أختلط بالناس؛ لأن الناس يحتاجون إلى شخصية قوية للتعامل معهم، وليس شخصية مهزوزة، فأنا لا أستطيع التركيز، وعندما يحدث موقف أمامي، لا أعرف كيف أتصرف وأكتفي بالصمت، هذه الحالة عندي منذ أن كنت طفلة، ودائمًا أتذكر من ظلمني أو المواقف التي آذتني، حتى عندما يتحدث إليّ أحد، لا أميز بين ما إذا كان الكلام لتوضيح رأي أو تجريحًا، وأكتفي بالصمت.
لدي إيمان بأنني قضيت نصف حياتي وأنا صامتة، إلا إذا كان نوع الحوار ينحصر في الإجابة بنعم أو لا، والله أنا عمري لم أؤذ أو أظلم أي شخص، ولذلك أنقهر وأتعب عندما يؤذيني أحد بكلمة أو حركة، وربما أعيش في مجتمع يحب الشخصية القوية؛ لأن أقاربي لا يحترمون إلا القوي لدرجة الوقاحة وقلة الأدب، وعلى الرغم من ذلك، ليس لدي أي صديقة، ولا أذهب إلى أحد سوى أقاربي.
دائمًا عندما أحاول التحدث، أقول في نفسي: ربما يتم فهمي بشكل خاطئ، فأصمت، أرى أطفالًا -ما شاء الله-، شخصياتهم مستقلة، ويعرفون كيف يطالبون بحقوقهم، ويأخذون حقهم، ويردون عن أنفسهم.