الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أستغرق ساعات حتى أنام، فكيف أتخلص من هذه الحالة؟

السؤال

أعاني من اضطرابات في النوم، فعندما أذهب للنوم أستغرق ساعات حتى أنام. أنا لا أتعاطى أي عقاقير إلا بعض الفيتامينات بدون أضرار جانبية، فكيف أتخلص من هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

قلق أو اضطراب بدايات النوم أمرٌ شائع، ومن أهم أسبابه أن الإنسان قد يكون غير منتظم أو غير مُنظِّم لدورته النومية بصورة صحيحة، فالنوم له دورة، والنوم له مراحل أربع معروفة.

بعض الناس قد لا ينتظمون في وقت الذهاب إلى الفراش للنوم، يعني تجد الإنسان يذهب في ليلةٍ حوالي الساعة العاشرة مساءً، ثم في الليلة التي تليها يذهب إلى فراشه للنوم في الساعة الثالثة صباحًا، وهكذا، هذا يؤدي إلى خللٍ كبيرٍ جدًّا في الساعة البيولوجية للإنسان؛ ممَّا يؤدي إلى اضطرابات النوم.

بعض الناس أيضًا يتناولون الميقظات مثل الشاي والقهوة والبيبسي والكولا، هذه كلها تحتوي على مادة الكافيين، وكثيرًا ما تؤدي إلى صعوبات في بدايات النوم لدى بعض الناس، خاصة إذا كان تناولهم لهذه المشروبات في فترة المساء.

بعض الناس أيضًا قد ينامون في النهار، هذا أيضًا يخِلُّ كثيرًا بالنوم الليلي، وأيضًا بعضهم لا يحافظ على أذكار النوم، وعلى الطهارة والوضوء قبل النوم، ومن المفترض أن يُصلي الإنسان الوتر، كما أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم-.

والقلق النفسي أيضًا قد يكون أحد العوامل، وذلك بجانب التدخين.

الحمد لله تعالى أنت أحسبُ أن حالتك بسيطة، غالبًا ربما تكون حالة قلقية، أو الأمر فقط يتطلب منك أن تُنظِّم دورتك النومية لتنتظم ساعتك البيولوجية الدماغية، وهذا يؤدي إلى تحسين النوم.

أولاً: أريدك أن تثبت وقت النوم ليلاً، وأن تُهيئ مُحيط النوم، يعني أن تكون الغرفة هادئة، فلا يوجد تلفزيون، ولا يوجد راديو، والإضاءة تكون نسبيًا خافتة، وأن تكون صافي البال، وأن تحرص على أذكار النوم، ويا حبذا أيضًا لو جرَّبت وتوضأتَ قبل النوم وصلَّيت ركعتين ثم ركعة الوتر، هذه تجربة عظيمة جدًّا، كثيرًا من الإخوة استفادوا منها.

لا تتناول الميقظات والمنبهات والتي تؤدي إلى الأرق -كما ذكرنا: الشاي، القهوة، البيبسي، والكولا، الشكولاتة- بعد الساعة الخامسة مساءً. وهناك تمارين نسميها تمارين الاسترخاء، هذه التمارين متميزة وذات فائدة عظيمة جدًّا لتحسين النوم، فأرجو أن تُداوم على ممارستها، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطلع على هذه الاستشارة وتُطبق ما بها.

النوم النهاري يجب أن تتجنبه تمامًا، ولا بد أن تبذل جهدًا جسديًا متواصلاً، وممارسة الرياضة مفيدة، لكن الرياضة يجب ألا تكون في وقتٍ متأخرٍ قريب من الذهاب إلى النوم.

احرص دائمًا على صفاء الذهن، وكن إنسانًا متفائلاً، ونظِّم وقتك، ونظِّم حياتك، هذا قطعًا يُساعدك في النوم.

وإن أردت أن تُجري فحوصات طبية عامة، هذا أيضًا أفضِّله، لأنه في حالات نادرة زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية قد يؤدي إلى صعوبة في بدايات النوم، أنا لا أقول أنك تعاني من هذه العلة، لكن ما دام هذا الفحص فحصًا بسيطًا فلماذا لا تذهب إلى طبيب أو مختبر وتقوم بالتأكد من مستوى هرمون الغدة الدرقية لديك، وكذلك مستوى السكر، ومستوى الدم؟ هذه فحوصات بسيطة جدًّا، فأرجو أن تقوم بها.

بقي بعد ذلك أن أقول لك: إنه لا مانع أبدًا من أن تتناول دواء بسيطًا، ليس من المنومات التي تؤدي إلى الإدمان، إنما هو دواء في الأصل مضاد للاكتئاب، لكنه بجرعة صغيرة لا يعتبر مضادًا للاكتئاب، إنما هو مُحسِّنٌ للنوم، وكذلك مُزيلٌ للقلق، الدواء يعرف تجاريًا باسم (تربتزول Tryptizol) ويسمى علميًا باسم (امتربتلين Amtriptyline) الجرعة هي أن تبدأ بعشرة مليجرام فقط، تناولها ساعتين قبل النوم، واستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم عشرة ملجم ليلاً لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأسأل الله لك نومًا هنيئًا وراحة بالٍ إن شاءَ الله تعالى.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً