الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة ابن خالي بجلطة قلبية صرت أشعر بأعراض كأنها جلطة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.

الحمد لله الذي أعطاني مثل هذا الموقع الرائع، لعل وعسى أن أجد حلا لمشكلتي.

أنا أبلغ من العمر 30 عاما، متزوج، ولدي طفلة، وأصلي وأصوم وأعبد الله، وأحب ديني كثيرا.

مشكلتي: منذ سنتين تقريبا وأنا أعاني من ضغط على صدري ونفسي، وأشعر بأنني أريد التقيؤ، وكأنها أعراض جلطة قلبية، وكل هذا حصل بعد وفاة ابن خالي المقرب لدي بجلطة قلبية، بعد ذلك قمت بجميع التحاليل والفحوصات، وتخطيط القلب والمرارة والأمعاء، وفحص الدم، وكلها سليمة. ووصف لي الطبيب دواء ليبرالكس، وقال لي: أنت في حالة قولون عصبي وتهيج. وبفضل الله أحاول قدر الإمكان التغلب عليها.

مشكلتي اليوم ومنذ 6 أشهر تأتي فترات أعاني من شد بجانب رأسي الأيسر، وألم في عيني اليسرى، وألم في يدي اليسرى، وراجعت طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وقال: كل شيء سليم، لكن تعاني من انحراف وتري بالأنف مغلق الجهة اليمنى من الأنف كليا. وقمت أيضا بتصوير رنين مغناطيسي للرقبة، والفحوصات سليمة.

ماذا أفعل؟ أرجوكم مساعدتي، تمر علي أيام لا أطيق نفسي، أريد العيش بسلام وطاعة الله، لا أخاف الموت لكن أخاف على عائلتي من بعدي.

آسف للإطالة، لكني -والله- بحاجة ماسة للحل، لا يذكر مرض أمامي إلا أخاف أن يصيبني، أخاف من مقابلة الله وأنا علي بعض الديون لا أستطيع سدادها، حيث معظم من يطالبني لا أعلم أي شيء عنهم، ولا حتى مكانهم، ساعدوني بالتخلص من هذا القلق، وهل تنصحونني بتصوير رنين للرأس وتصوير الصدر أيضا؟ لكن أهلي بدؤوا ينزعجون حين أراجع الطبيب.

وآسف جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخِي: الذي تعاني منه حالة معروفة نسمِّيها بالحالة النفسوجسدية (سيكوسوماتية) أو بالجسْدنة، أنت لديك قلق، لديك توتر، وهذا تحوّل قطعًا إلى أعراضٍ جسدية، ورحم الله تعالى ابن خالك، وبما أنه كان مُقرَّبًا إليك وتُوفي بجلطة قلبية حدث لك نوعٌ من الاقتران النفسي به، وكذلك بالأعراض المرضية بصفة عامة، وهذه الحالات معروفة جدًّا أيها الفاضل الكريم.

أعتقد أن المطلوب منك هو ألا تتردد كثيرًا على الأطباء، أنت ذكرت هل تراجع الطبيب وقمت بتصوير رنين مغناطيسي: أنا أرى أن هنالك حاجة للرنين المغناطيسي، حالتك واضحة جدًّا وجليَّة، حالتك فقط تتطلب منك تجاهل هذه الأعراض، الصبر، وأن تشغل نفسك بما يُفيدك، وأنت -الحمد لله تعالى– في حياتك إيجابيات كثيرة، وهذه الإيجابيات: الزوجة الصالحة، الذرية، الشباب، العمل... هذا كله –أخِي الكريم– يجب أن تنظر إليه نظرة إيجابية ليُسبب لك دفعًا إيجابيًا في حياتك، وأنت تُحبُّ دينك، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بذلك.

أخِي الكريم: اجعل الرياضة جزءًا من حياتك، الجأ إلى النوم المبكر، والجأ إلى التوازن الغذائي السليم... هذا يُعطيك شعورًا جيدًا جدًّا بأنك على خيرٍ وفي خيرٍ.

هنالك دواء كثيرًا ما نصفه في حالات القلق النفسوجسدي، الدواء يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) من الأدوية الجيدة والبسيطة، فيمكنك أن تُجرِّبه –أخِي الكريم– الجرعة هي خمسون مليجرامًا (كبسولة واحدة) ليلاً لمدة أسبوع، ثم كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة مساءً لمدة أسبوع، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.

بعض الناس أيضًا يستفيدون كثيرًا من الأدوية المضادة للقلق والمخاوف والاكتئاب، لكن أعتقد حالتك بسيطة، وقد لا تتطلب ذلك، وقطعًا عقار (لبراكس Labrax) الذي وُصف لك سابقًا هو من مضادات القلق الجيدة، لكن الدوجماتيل ربما يكون أكثر تخصصيَّةً في علاج الأعراض النفسوجسدية، وإن عرضَّتَ نفسك على الطبيب مرة أخرى طبعًا هذا سوف يجعلك مطمئنًا، لكن لا تتنقَّل بين الأطباء، طبيب واحد تثق فيه، تُراجعه مرة واحدة كل ثلاثة إلى أربعة أشهرٍ، أعتقد أن ذلك سوف يكون كافيًا جدًّا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً