السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيراً على خدماتكم الطيبة، ورمضان كريم.
القصة بدأت منذ خمس سنوات تقريبا عندما فجأة بدأت أنعزل عن الناس، بسبب سخريتهم من شكلي، مع العلم أنني كنت من قبل بيني وبين نفسي غير راض عن مظهري، ولكن كانت الأمور أفضل بقليل.
نعم أنا قبيح، هذا واقع لا مهرب منه! أنا لا أبالغ، أنا إنسان واقعي جدا وعلمي جدا، أعاني من مشكلة في بشرتي، فهي محفرة ودهنية، وأنفي قبيح يحتاج إلى تجميل، ولدي نمو شعر في وجهي في أماكن غير مرغوب فيها، وحاجباي عريضان أعرض من شاربي، وأيضا لدي مشاكل في أسناني تجعلني أخجل من الابتسامة.
هذه الحالة أيضا أثرت علي على الصعيد المهني، بحيث أن بعض المؤسسات رفضتني بسبب قبح شكلي، وأهمها مؤسسات البيع، والمطاعم، ووظائف الاستقبال في المستشفيات، وأيضا وظيفة مضيف الطيران؛ لأن شكلي غير ملائم. فكما هو معروف أن هذه الوظائف تدخل ضمن الخدمات، وبطبيعة الحال أن المؤسسات هذه تطلب شخصا ذا مظهر لائق؛ لأنه يمثل صورة المؤسسة بشكل أو بآخر، وأساسا فإنه وفق الدراسات النفسية، فإنه كلما كان الشخص أقرب إلى مواصفات الشكل المقبول، كانت حظوظه في خرق المجالات المهنية والاجتماعية والعاطفية أعلى بكثير من غيره.
منذ حوالي السنة قرأت عن الرهاب الاجتماعي، فقررت التوجه إلى الطبيب النفسي الذي شخص الحالة على أنها فعلا رهاب اجتماعي، ووصفها بالحالة المزمنة، ووصف لي يوميا (زولوفت) نصف حبة صباحا، وحبة (لاميكتال)، وحبتي (دينكسيت).
أعترف أن الاكتئاب الذي كان متلازما مع الرهاب قد زال كليا. لكن القلق بقي مستمرا، فوجدت بعد حوالي العام أنه لا نفع من الدواء خصوصا وأني أتكلف ماديا كثيرا، فقررت التوقف عن أخذه، وإلى جانب الدواء وصف لي الطبيب جلسات علاجية، لكن للأمانة أنا لم أجد في هذه العلاجات سوى المسكنات الكلامية. فكان الطبيب يقول: انظر حولك، هناك الأعمى والأبكم، والمقعد، أما أنت فحالك أحسن من غيرك، فكنت أضحك في سري وأقول لنفسي: يقول لي أنني في أحسن حال، لكنه غير واقعي؛ لأن العلم الذي درسه يقول: إن هناك علاقة بين الشكل والثقة بالنفس والحظوظ الأوسع في الحياة، لا، بل إنه في إحدى المرات نصحني بتهذيب حاجبي.
لم أكن دائما أتقبل معظم أفكاره، خصوصا وأنه حسب ما قال لي أني من أصحاب الشخصية المثالية الطامحين دائما إلى الكمال، مع العلم أننا لم نكن نجري أي تمارين معينة، بل فقط كانت جلسات كلامية.
أنا اليوم بلا عمل، بلا صداقات ولا علاقات، خصوصا أن أعز أصدقائي وأقاربي وحتى أهلي هم أكثر من سخر مني.
لا أريد نصائح حالمة وأفلاطونية كما تلك التي كان يعطيني إياها الطبيب، فأنا بطبيعتي رافض لما هو غير واقعي، خصوصا وأن لا أحدًا يشعر مع صاحب الألم إلا نفسه (عفوا على هذه الجملة لكنها ناتجة عن وجع).
لا إمكانية للعلاجات التجميلية، فالمال لو كان موجودا لكنت قد سددت الأموال المترتبة علي لدى الجامعة.
أنا درست الإعلام، والمؤسسات الإعلامية تابعة لأحزاب سياسية، وبالتالي العمل فيها يحتاج إلى ما يعرف (بالواسطة)، كما أن الجزء الآخر منها يطلب مراسلين ومذيعين ذوي مظهر لائق، خصوصا وأننا في عصر الصورة، وبالتالي الأمور صعبة جدا. فما هو تعليقكم؟
وشكرا مسبقا.