السؤال
والدتي قعيدة، كيف يمكننا التعامل معها؛ لكي لا يصبح عندها قرحة الفراش؟ لأنها دائما تقعد مربعة رجليها، وسنها (70) سنة، ومعها سكري، وضغط، ونقرس، وقلب.
والدتي قعيدة، كيف يمكننا التعامل معها؛ لكي لا يصبح عندها قرحة الفراش؟ لأنها دائما تقعد مربعة رجليها، وسنها (70) سنة، ومعها سكري، وضغط، ونقرس، وقلب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جعلك الله من البارين بوالدتك، والمحسنين لها، وهذا أمر إلهي بينه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، حيث قال تبارك وتعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} (الإسراء:24).
وفي الحديث كما أخرج مسلم في الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ)، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ وَيُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) وأخرج ابن ماجة في السنن عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِخَطِيئَةٍ يَعْمَلُهَا).
ولذلك كلنا متفقون على وجوب بر الوالدين، والعناية بهما دون ضجر أو ملل، بل واجب شرعي وإنساني وأخلاقي واجتماعي، وأول ذلك الابتسام والتعبير عن الحب والحوار، فلا يكفي فقط أن نقدم الطعام والشراب، بل يجب أن نعامل كبار السن في البيت معاملة ترضي الله سبحانه وتعالى، وترضي رسوله -صلى الله عليه وسلم- فالمسن أصبح ضعيفا يحتاج إلى المساندة من جميع من حوله؛ ليشعر بالقوة، لأن شعوره بالضعف يفقده الثقة بالنفس، ويفقده شعوره بالأمان في حين أن المساندة الاجتماعية تحقق له قوته.
والعناية بالناحية الصحية ضرورية جدا، مع متابعة السكر والضغط خصوصا، وهي أمراض متداخلة، وتؤثر في بعضها البعض، ولا مانع من إحضار طبيب لها في المنزل؛ لتقييم حالتها الصحية بشكل متكرر، وكذلك متابعة حالة القلب، وعدم الإكثار من الفول والبقوليات؛ حتى لا ترتفع نسبة اليورك أسد المسببة للنقرس. ومن الضروري تغيير وضع الجلوس والنوم، وفي حال المقدرة يمكنك شراء كرسي متحرك للجلوس والحركة داخل البيت، وفي الحدائق العامة -إذا تيسر ذلك- وتربيع الأقدام قد يؤدي إلى تيبس المفاصل، ولذلك يجب تغيير وضع الجلوس والنوم كثيرا، وعمل مساج للعضلات خصوصا الفخذين، وعضلات الظهر، وعمل تمارين حركية لليدين والساعدين والقدمين بصفة مستمرة.
تعتبر التهوية الجيدة من العوامل الأساسية في العناية بكبار السن، حيث يجب المحافظة على تهوية المنزل باستمرار، وتجنب وجود روائح كريهة، وذلك عن طريق فتح النوافذ بشكل دائم، مع تجنب تيارات الهواء الشديدة، كما يجب أيضاً المحافظة على نظافة الأغطية والمفروشات، وتعتبر دورة المياه من الأماكن الأكثر خطورة بالمنزل بالنسبة لكبار السن، والتي يجب وضع بعض الاعتبارات في تصميمها من أجل العناية بكبار السن، مثل: توفير إضاءة جيدة، وأن تكون صنابير المياه سهلة الاستخدام، مع استخدام كرسي أثناء الاستحمام؛ لتجلس عليه، وحتى لا تتعرض للسقوط أو الانزلاق، واستعمال المرحاض الإفرنجي للتغوط وقضاء الحاجة.
وضرورة تهيئة الجو للنوم لفترات معقولة؛ لأن النوم العميق مهم جدا لكبار السن، وتجنب المنبهات كالشاي أو القهوة خصوصا في المساء، وضرورة تقليل تقديم السوائل ليلا؛ حتى لا تثير الرغبة لديها في التبول أثناء الليل، مع إعطائها المزيد من الفواكه والخضروات، والحبوب، مثل: شوربة الشوفان، وبليلة القمح، وتلبينة الشعير حتى تحصل على الفيتامينات المطلوبة، ومنع الإمساك، مع ضرورة التحلي بالصبر، وعدم مجافاتهم، والتعامل معهم كأطفال كبار، ورعايتهم رعاية أسرية دافئة، وإشعارهم بالحنان؛ حتى يستشعروا أهميتهم، وأنهم ما زالوا محط اهتمام الأسرة.
وفقكم الله لما فيه الخير.