الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أدري لماذا يعتريني خوف من زيارة الطبيب؟

السؤال

السلام عليكم

في 2011 أصبت بوعكة صحية، ألم في أسفل الظهر والعضلات، وقمت بمقابلة عدة أطباء وكل طبيب قام بصرف دواء معين، ولم أستفد شيئًا.

سافرت إلى تايلند، وتم عمل كل الفحوصات اللازمة، وكانت كلها سليمة، عندها قرر الدكتور عمل فحص فيتامين (د) وكانت النتيجة أني أعاني من نقص في الفيتامين، وتم صرف الدواء لمده ستة أشهر، مع علاج طبيعي للظهر.

تحسنت حالتي كثيرًا وشفيت -ولله الحمد- وقمت في 2012 بعمل فحص للضغط لمدة 24 ساعة، جهاز ينصب في الجسم، وكانت النتائج أن قراءات الضغط طبيعية.

حاليًا أعاني من خوف شديد عند زيارة الدكتور، وفي كل زيارة كانت قراءة الضغط 150على 80 لا أدري لماذا أخاف من الدكتور، ودقات قلبي تزيد كثيرًا، ويوم الأحد عندي فحص طبي للتقدم لوظيفة، وأخشى أن أحس بالخوف والتوتر، وتكون قراءة الضغط مرتفعة.

ما هو الحل؟ وهل يوجد دواء معين يخفف التوتر والخوف عند زيارة الطبيب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ issa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الغالب أنك ستتعرض أثناء مقابلة العمل القادمة ببعض الأعراض التي شعرت بها من قبل، فليس من الأمور الطبيعية أن تختفي هذه الأعراض فجأة.

بالرغم من ثقتك بنفسك، وهذا شيء طيب -ولله الحمد-، إلا أن ما تعرضت له هو حالة من رهاب المرض بما فيه من أعراض نفسية وأخرى فيزيولوجية جسدية، فالأعراض النفسية كالشعور بضعف الثقة بالنفس والتوتر والقلق والخوف من زيارة الطبيب وسماع خبر لا ترغب في سماعه.

ولكن الأعراض الفيزيولوجية قد توجد من دون الأعراض النفسية، ومنها مثلا، ارتعاش اليدين أو الرأس، وصعوبة البلع وجفاف الفم، وربما احمرار الوجه، وهي ليست عندك الآن أو لم تخبرنا بها، إلا أنه يمكن أن تحدث.

ولعلاج هذه الأعراض البدينة لرهاب المرض، هناك العلاج النفسي المعرفي السلوكي، ومن خلاله تعلم التحكم بهذه الأعراض الفيزيولوجية، وفي العمل على عدم تجنب هذه الأماكن التي تخافها كعيادة الطبيب والمستشفيات، ويقوم عادة على هذه المعالجة الأخصائي النفسي.

والعلاج الثاني هو العلاج الدوائي، والذي يمكن أن يخفف ارتباكك وخوفك أثناء المقابلة القادمة، حيث إن هناك بعض الأدوية التي تساعد على التحكم بالأعراض الخارجية للرهاب، ومنها دواء بروبرونالول/ إنديرال (Prpronalol/ Inderal)، وهو دواء يستعمل عادة بجرعات عالية لعلاج بعض أمراض ضغط الدم وغيره، إلا أنه بجرعات صغيرة يفيد في التخفيف من الأعراض الخارجية للقلق والرهاب، ويمكن تناول 20 ملغ ساعة قبل التعرض للموقف الذي تتوقع أنك سترتبك فيه كالمقابلات الرسمية وغيرها.

وعادة أنصح أن يشرف على علاج مثل هذه الأمراض والصعوبات النفسية الطبيب النفسي، والذي أمامه عدة خيارات يعرفها هو غير هذا الدواء الذي ذكرته هنا.

فإذا شعرت أن هذه المشكلة مستمرة في إزعاجك والتأثير السلبي عليك، فلا تتردد في مراجعة عيادة الطبيب النفسي.

طبعًا نقص فيتامين (د) منتشر جدًا عند الناس، وخاصة الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس، ويسهل عادة علاج هذا النقص.

وفقك الله، وخفف عنك ما تجده، وبالتوفيق في المقابلة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً