الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانزعاج من رؤية بعض الأشخاص وكيفية التعامل معهم

السؤال

هناك بعض الأشخاص رأيتهم يكثرون من انتقادي وتتبع أحوالي؛ مما جعلني أشعر بنوع من الضيق بمجرد لقائهم، ولا أرتاح برؤيتهم، بل على العكس تماماً. فما الحل المناسب لحالتي هذه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبا عبد الله حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أخي أبا عبد الله -حفظك الله ورعاك-، اعلم أن المسلم يبحث عن رضا الله ومحبته، وأن يحقق الخيرية في نفسه، ويكون من خير الناس أو خيرهم، وذلك مصداقا لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم: (خير الناس أحسنهم خلقاً)، ولا يكون حسن الخلق لكي يكسب مصلحة، إنما يفعل ذلك ليكسب رضا الله تعالى، وهنا تستمر الأخلاق الحسنة، سواء رضي الناس، أم لم يرضوا، تحسنت العلاقة، أم لم تتحسن، كسب الود، أم لم يكسب، والمؤمن يألف ويؤلف، كما قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس).

فيكون الحرص على إكرام الناس باعتبارهم أسوياء، والسوي من الناس إذا أكرمته عرف المعروف، والشاذ من يتمرد، كما قال الشاعر:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

فيكون الحرص على إكرام الناس باعتبارهم أسوياء، أما الشواذ فإنهم يعالجون معالجة فردية خاصة، وحاول أن تميز بين الحسن والقبيح، وبين ما هو ضار وما هو نافع لك!

ومادمت قد صنفت الصديق من العدو؛ فحاول أن تبعد عنك المفسدين، وتقرب من المصلحين الذين تجني من ورائهم الفائدة، ولا يخدعونك، ولا يضرونك، والإنسان - أخي الفاضل - بطبعه يحب أشياء، ويكره أشياء، وهنا يحتاج منك إلى فن التعامل مع الناس.

القضايا التي يكرهها الناس هي:

1- النصيحة في العلن: يكرهون أن تبرز عيوبهم أمام غيرهم، ولكن إذا أخذ الرجل جانبا، ونصح على انفراد، فذلك أدعى للقبول.

2- لا يحبون أن تقال لهم الأوامر مباشرة: افعل كذا، لا تفعل كذا، ولكن لو قدم له الأمر بطريقة ألطف، فإن ذلك أدعى للقبول.

3- لا يحبون من يركز على السلبيات دون الحسنات، وينظر إلى عيوبهم، فمن كان فضله أكثر من نقصه، ذهب نقصه لفضله.

4 - يكرهون من لا ينسى زلاتهم، ولا يزال يذكر بها، ويمن على من عفا عنه، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة.

5- حاول ألا تعامل الناس باستعلاء وباحتقار مهما كان هذا الإنسان، فالتواضع هنا واجب.

6- لا تتسرع في التوبيخ والتأنيب في غير محل التأنيب، ومن دون سؤال، أو استفسار! وقد يكتشف بعد السؤال والاستفسار أن هناك اجتهادا صحيحا.

أما القضايا التي يحبها الناس فهي:

1- يحبون الإنسان الذي يهتم بهم، والذي يهتم بماذا يفكرون، والذي يشغل بالهم، وحينما يتحدثون، ينصت لحديثهم، وينظر إليهم.

2- يحبون من يقدرهم ويحترمهم ولايحقرهم.

3- يحبون من يفتح لهم المجال لتحقيق ذواتهم، ولا تكون لديه مزايا مهملة.

4 - يحبون الشكر والتشجيع؛ لأن ذلك طبع في البشر، من لم يشكر الناس، لم يشكر الله.

5 - يحبون من يصحح أخطاءهم، لكن دون جرح مشاعرهم.

6 - يحبون من يناديهم بأحب الأسماء إليهم، وهذا له أثر عند الناس.

ومن المهم - أخي الفاضل - أن يتم التدريب على هذه القضايا تدريبا عمليا جادا؛ لكي تمارس، وتتحول عندك إلى مهارات اجتماعية عملية، وتذكر دائماً حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم )، فعلم نفسك الصبر، وليكن قدوتك النبي صلى الله عليه وسلم، حتى المنافقون الذين كانوا بين ظهرانيه كان يطلق عليهم أصحابي رغم الأذى الذي ألحقوه به، ولكن حتى يعلم أمته ـ عليه الصلاة والسلام ـ كيف يتعاملون مع الناس.

وميز بين الصالح والطالح، وحاول أن لا تحتك بهم، وإذا التقيت بهم أعطهم حق الإخوة في الإسلام!

وبالله التوفيق!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً