السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أشكركم على الموقع الذي طالما ألجأ إليه في كل أمر يخطر ببالي، بارك الله فيكم، وجزاكم خير الجزاء.

أنا فتاة أبلغ من العمر 27 سنة، جامعية، ومن عائلة محافظة، كلما دعوت الله أن يرزقني بزوج صالح يتقدم لي أحدهم، ولكن ليس بالشروط أو بالأحرى بالمعطيات التي أريدها، وكل ما أريده -بالإضافة إلى الالتزام- شخص جامعي، وفي عمل مستقر، فما أن أجد أن الشخص المتقدم ليس بالمستوى العلمي الذي أريده؛ أرفضه دون أن أعطي أدنى فرصة لمعرفة محاسنه، حتى وإن كان على خلق ودين.

أدري في أعماقي أن تفكيري خاطئ، لكن الأمر الذي يؤرقني هو هل يسخط الله علي؟! لأني أرفض صاحب الدين والخلق فقط؛ لأنه لا يملك المستوى العلمي المطلوب، هل أعتبر آثمة؟ هل سيعاقبني الله على هذا؟ هل عندما أدعو ربي فيستجيب لي ويرسل لي من يتقدم لي فأرفضه -للأسباب السابق ذكرها- يعتبر جحودًا بنعمة الله وعدم توكل عليه؟

أفيدوني -بارك الله فيكم-، أنتظر جوابًا شافيًا منكم في أقرب فرصة؛ لأني في حيرة، وأخشى أن يجد اليأس والقنوط طريقه إلي.

شكرًا لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amina حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، وهنيئًا لك بمعرفة طريق اللجوء إلى الله، ومن التي توجهت إلى الله ولم تنل الخير؟ ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يعجل لك الخير ويصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

لا شك أن الدين والأخلاق يمثلان قاعدة النجاح في مسيرة النكاح، والتوفيق من ربنا الفتاح، أما المال والشهادات والمستوى الاجتماعي وغير ذلك، فكلها عوامل مساعدة، وهي لا تغني شيئًا إذا لم يكن معها الدين وحسن الخلق.

وعليه فنحن ننصحك بعدم الاستعجال برد الخطاب للوهلة الأولى؛ لأن في ذلك ضررًا كبيرًا عليك، وغدًا سوف يتوقف الشباب عن طرق الأبواب؛ هروبًا من الإحراج.

وأرجو أن تعلمي أن كل عيب يمكن أن يصلحه الدين، ولكن نقص الدين والخلل فيه هو الداء العضال، ومن هنا فنحن نقول: الدين أولًا، وثانيًا، وآخرًا، وليس في ذلك إلغاء لبقية الشروط، ولكن ينبغي أن يأخذ كل شرط حجمه المناسب.

أما من ناحية الإثم فلا شيء عليك، والاختيار حق للشاب وللفتاة، ومن حق كل طرف أن يرضى بمن يشاء؛ لأن المسالة فيها تلاق بالأرواح، وهي جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، فلا تقبلي إلا بمن تجدين معه الارتياح والقبول والانشراح.

ولا حرج في أن يرفض متدين متدينة؛ لعدم وجود القبول والارتياح والعكس، ولكن الإثم والسوء يكون بذكر العيوب والإساءة، إذ لا بد أن يكون الرفض بأدب ولطف ودعاء بأن يرزقه الله بمن هي خير، ونحو ذلك من الكلام اللطيف.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالاستمرار في اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، وقد سعدنا بتواصلك مع موقعك، ولأنك في مقام بناتنا وأخواتنا نتمنى ألا تسارعي برد الخطاب، واعلمي أن الرجال لا تقاس بالشهادات ولا بالأموال، ولكن بعلو الهمة، والحضور الفاعل في المجتمع، وبحسن التواصل مع الناس.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.