الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف والرهاب ولا أستطيع النوم بسبب التفكير!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا بعمر 17 عاماً، ظهرت لدي أعراض غريبة جداً، مثلاً لو شاهدت أي حادث لا أستطيع أن أوقف التفكير في هذا المشهد، وأتخيل أني أنا الذي في الحادث، وآخذ بعض الوقت في التفكير أني مصاب، ثم أتخيل أني عالجت نفسي، وتأتي لي أفكار كثيرة مثل أن يدي انجرحت، وأتخيل الدم في يدي ثم يدي الأخرى، وأني أمسح الدم ثم يعود كل شيء لطبيعته.

عندما أنام أضع تحت المخدة سكيناً لأجل أن أكون مطمئناً من أي مخاوف، وصرت أخاف من النوم بسبب هذه الأعراض، كما أن عندي تخيلات كثيرة جداً عن ذلك، وعندما أسمع أي أصوات مزعجة أشعر بأنها صادرة من داخل دماغي.

لو قرأت أي أعراض مثل أعراض الفصام في الانترنت أو أي مرض أشعر أن هذه الأمراض كلها لدي! ولا أحب الخروج من البيت، وعندما أخرج لا أستطيع التحملن وأسارع إلى البيت.

لا أستطيع النوم وعندما أفكر في النوم أقلق وأتوتر، ولا أريد أن أنام، ويوجد لدي شيء غريب في المخ، له علاقة بالوسواس، ويحصل لي شيء مثل الصافرة في المخ، وأكبر الشيء وهو شيء تافه!

كرهت الحياة، وأخاف من خوف أهلي علي، وهذا يقلقني أكثر، كما أن لدي سرعة في ضربات القلب، وألم في الظهر، ولا أستطيع الوقوف في هذا الوقت، عندي خوف من السفر، وخوف من الأمراض.

ذهبت للطبيب النفسي، ووصف لي حقن فيتامينات وفيتامين كبسولات، وكتب لي (statomain ستاتومين) نصف قرص بعد العشاء لمدة أسبوع، وبعد الجرعة الرابعة شعرت بثقل في جسمي وكل ما حولي، وبطء شديد في تحرك أي شيء حولي، وزغللة وثقل في العيون، وكأني أشاهد كل شيء حولي يمشي ببطء.

أنا متردد هل أكمل العلاج أم لا؟ وعندما أنام على السرير وأرمش عيني أشعر كأن البيت يتحرك ببطء، وعندما يحصل لي شيء من الأعراض لا أستطيع التحكم في أعصابي وأصير مثل المجنون من الخوف، وأخاف من الجنون، وأسأل نفسي والناس هل أنا مجنون؟! وأحس أني أفعل تصرفات غريبة.

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا زلت صغير السن - يا بنيِ - ولم تذكر في أي مرحلة دراسية أنت، هل لا زلت في الثانوي أم بدأت دراستك الجامعية؟ ولكن على أي حال أنت صغير السن، وفي هذه المرحلة عادةً - مرحلة المراهقة - يمر معظم الشباب بمشاكل نفسية متعددة، ولكن كل الذي ذكرته أنت - في رسالتك المفصلة المشروحة - لا تتعدَّى ثلاثة أشياء:

- أعراض للقلق والتوتر، وهي واضحة جدًّا، بعضها أعراض نفسية مثل الخوف، وبعضها أعراض جسدية مثل زيادة خفقان القلب.

- كما تعاني من بعض الأفكار الوسواسية، تأتي في شكل مخاوف مرضية، تتردد عليك بكثرة، ولا تستطيع التحكم فيها والتغلب عليها.

- تعاني من بعض أعراض الرهاب الاجتماعي ورهاب الساحة، والخوف من الخروج خارج البيت، وهذه الأشياء الثلاثة يمكن أن نُجملها في شيء واحد: إنها كلها من اضطرابات القلق.

لا أعرف دواء الـ (ستاتومين statomain) هل هو من الأدوية التي تستعمل في مصر أم يوجد باسم آخر؟ لذلك لا أستطيع أن أفتيك فيه.

أما بخصوص الفيتامينات فطالما أنت إنسان صغير السن وتتغذى جيدًا، خاصة تتناول السلطة -سلطة خضراء- وتأكل فواكه فلا داعي للفيتامينات.

العلاج في حالتك نوعان: علاج دوائي وعلاج نفسي.

العلاج الدوائي أُعطي لك هذا الدواء، وأنا كما ذكرت لك لا أعرفه، ويمكن أن تُراجع الطبيب نفسه، وتذكر له أنك لم تتحسَّن على هذا الدواء، وظهرت لك بعض الأعراض الجانبية كما ذكرت.

أنا أعطيك إرشادات ونصائح عامة تفيدك للاسترخاء، والعلاج السلوكي، ويمكن أن تقوم بها بنفسك:

عليك بممارسة الرياضة، وإن لم تستطع الرياضة خارج البيت فيمكن أن تُجريها داخل البيت، فالرياضة تؤدي إلى الاسترخاء: الاسترخاء البدني والاسترخاء النفسي في نفس الوقت.

كما أنصحك - يا بني - بالمحافظة على الصلاة، والانتظام فيها، وقراءة القرآن، والذكر، فإن هذه الأمور تؤدي إلى السكينة والطمأنينة.

أما بخصوص الرهاب الاجتماعي أو الخوف؛ فإني أنصحك بالخروج المتدرج، أي تخرج من المنزل لمسافة معينة ثم تزيد المسافة بالتدرج، حتى يزول هذا القلق.

أما بخصوص المخاوف الوسواسية فعليك تجاهلها وعدم الانصياع لها أو الاستجابة لها، فالاستجابة لها بوضع السكين أو ما شابه ذلك فإنه يدعمها ويغذيها ويؤدي إلى استمرارها.

هذه هي النصائح التي أقدمها لك، ولكن بخصوص الأدوية فإني أنصحك أن تراجع الطبيب وتذكر له عدم استفادتك من هذا الدواء، فيمكن أن يُغيِّره لك أو يعطيك دواءً آخر.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك، ونسأل الله لك النجاح في حياتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً