الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالخوف وأتقيأ وأتعرق قبل إلقاء الكلمات أمام الزملاء.. أريد مساعدتكم؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبدأ في صلب الموضوع، في عام 2012 بالضبط عندما ذهبت إلى خارج السعودية لاستكمال تعليمي ما بعد مرحلة الثانوية بدأت أواجه بعض المشاكل التي كانت تدفعني للخوف والقلق والشعور بالتقيؤ تحديدًا عند قرب الاختبارات أو إلقاء بعض الكلمات أمام الزملاء كنت أشعر بالخوف وكثرة التعرق تحت الإبطين وغثيان لدرجة التقيؤ، أجبر نفسي أن أتقيأ قبل أن ألقي أي كلمة أمام الزملاء، أو دخول لقاعة الامتحان، وما زلت لتاريخنا هذا أعاني من هذه المشكلة لم تكن تواجهني هذه المشكلات إطلاقًا حتى في تعليمي لمرحلتي الدراسية السابقة.

الاختلاط مع مجموعة من الناس لا يسبب لي إحراجًا، ولا يصاحب أي مشكلة من المشاكل التي ذكرتها قبل، فقط في المواقف التي أشعر فيها أنني تحت المجهر، وأن الكل ينظر إليّ، وأيضًا أفكر كثيرًا ما قبل النوم؛ مما يسبب لي الأرق أحيانًا.

عمري 22 سنة، وأواجه صعوبة جدًا في الجامعة من إلقاء المحاضرات، حاولت أن أجبر نفسي وأن أدفع نفسي إلى الأمام، لكن دون جدوى ما زلت أشعر بالخوف حتى إذا تذكرت بعض المواقف يصاحبني غثيان بسيط! هل فعلا أنا مصاب بمرض الرهاب الاجتماعي؟ وكيف أتخلص منه؟ لأنه يعيقني جدًا في مجرى تعليمي، وأجد صعوبة جدًا في الجامعة، علمًا أني لا أعاني من أي مشاكل صحية أخرى تصاحبني.

طرحت هذا الموضوع ليكون خاصًا، ولا أريد أن أستخدم جرعات شخص آخر لنفس حالتي بدون خبرتكم؛ لأنني رأيت بعض الردود التي تتحدث عن دواء سيبراليكس، هل هذا الدواء مناسب لحالتي؟ إذا نعم أتمنى المساعدة، جزاكم الله خيرًا.

ملاحظة: أنا ألعب تمارين كمال الأجسام، وبعيدًا عن المنشطات فقط مواظب بأكلي، وبعدد وجباتي ومكملاتي البروتينية، هل يوجد تعارض في الاستخدام؟

تحياتي لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز غالب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم أنت تعاني من أعراض الرهاب الاجتماعي، أو ما يسمى بالقلق الاجتماعي، وهي حدوث أعراض توتر وقلق نفسي عند التعرض لمواقف اجتماعية معيَّنة، يشعر ويحس الشخص فيها بأنه تحت المجهر أو تحت الفحص، أو الأنظار مسلطة عليه وتُراقبه، وهذا كما يحصل معك.

والرهاب الاجتماعي له نوعان من العلاج: علاج دوائي وعلاج نفسي، وأنا أفضل البدء بالعلاج النفسي في المقام الأول، والعلاج النفسي ما يُعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، ويمكنك أن تُجرِّبه بنفسك، ما عليك إلَّا أن تعُدَّ دراسة دقيقة وملاحظة للمواقف التي تمر بها، وترتِّبها من المواقف الصعبة جدًّا التي لا تُحب أن تكون فيها وتحاول قدر المستطاع تفاديها، ثم المواقف البسيطة التي يمكن أن تجتازها بقليل من المشاكل.

إذًا تبدأ بالمواقف البسيطة فالأصعب ثم الأصعب فالأكثر صعوبة، عندما يكتمل هذا الترتيب تبدأ في التمارين بنفسك، ويمكن أن تكون هذه التمارين في الخيال، إذا صعب فعلها في الواقع، أي تتخيل أنك تمر بموقف معيِّنٍ، بأن تتخيل أنك واجهتَ الناس وشعرت بالقلق، ثم حاول أن تسترخي، وهكذا من موقف إلى آخر حتى تتخطَّاها واحدة بعد أخرى، هذا يُسمى بالعلاج السلوكي المعرفي.

وإذا استعنت بمعالج نفسي يكون ذلك أفضل، وفي كل الحالات عند التوتر يجب أن تتعلم كيف تسترخي، أي المواجهة مع الاسترخاء، المواجهة مع الاسترخاء، وليس الهروب، هذا عن جانب العلاج النفسي.

أما عن جانب العلاج الدوائي، فهناك أدوية كثيرة جدًّا تُعالج الرهاب الاجتماعي، خاصة ما يعرف بالأدوية التي تزيد من مادة الـ (سيروتونين Serotonin) في المخ، والـ (سبرالكس Cipralex)، والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) أحد هذه الأدوية، وليس هو الوحيد، ولكن هناك أدوية كثيرة، وفي حالتك فإنني أفضل أن تبدأ بدواء الـ (زيروكسات Seroxat)، والذي يسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) تبدأ بخمسة مليجرام لمدة أسبوع، ثم عشرة مليجرام لمدة أسبوع آخر، ثم خمسة عشر مليجرام لمدة أسبوع ثالث، ثم عشرين مليجرامًا.

كل هذه الجرعات تؤخذ بعد الأكل، ولا تؤخذ على معدة فارغة، لكي لا يحصل الاستفراغ أو الغثيان، وغالبًا يحصل التحسُّنِ بعد أسبوعين، وعند التحسُّنِ مع العلاج النفسي يمكنك أن تستمر في تناول هذا الدواء لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، وبعدها يتم التوقف بالتدرُّج، أي تُخفِّض خمسة مليجرام كل أسبوع، حتى يتم التوقف نهائيًا في خلال شهرٍ أو أكثر.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً