السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا فتاة، عمري 22 سنة، عانيت لأول مرة منذ 12 سنة في أواخر العطلة الصيفية من حالة خوف مفاجئة انتابتني عند الخلود إلى النوم جراء فكرة وسواسية تافهة، ألا وهي عدم القدرة على بلع الريق بصورة طبيعية، هذه الفكرة أصبحت ملحة كثيرًا، عندها أحس بالخوف الشديد، حتى أني أعتقد أن النهاية ستكون إما الموت، أو الجنون. إحساس مخيف لا يحتمل!
بقيت على تلك الحالة لبضعة أسابيع: نوبات هلع في الليل، مع الشعور بالقلق وعدم الارتياح والتوتر في النهار، مع وجود أفكار وسواسية أخرى كعدم القدرة على التنفس بصورة لا إرادية يعني مثلا: لو أكلت أو تكلمت تراودني فكرة أن التنفس سيتوقف، أو كيفية ترميش العين، رغم أنني أعلم أنها أفكار غبية ليس لها أي أساس من الصحة، ولكنها تبقى ملحة.
استمرت حالتي هذه لبضعة أسابيع ثم اختفت فجأة بعد العودة إلى الدراسة والالتهاء بها، حتى أنني لا أذكر كيف ومتى اختفت -والحمد لله- تخلصت منها، ولكنها عادت سنة 2010 واستمرت قرابة الشهرين في نفس الفترة أي نهاية الصيف، وانتهت في أواخر أكتوبر، ولا أعلم كيف انتهت بصفة مفاجئة، ثم عادت هذه المرة، وأنا أعاني منها منذ حوالي أسبوع، بدأت هذه المرة كذلك عندما ذهبت إلى فراشي، وحاولت النوم ولكني أحسست بذلك الخوف الشديد رغم أنني أعاني من تلك الوساوس المعتادة منذ حوالي أسبوعين، ولكني لم أعرها اهتمامًا، ولم أشعر بالخوف منها؛ لأنني أعرف أنها ستزول بمجرد العودة إلى الدراسة، ولكن كما قلت في تلك الليلة شعرت بالخوف الشديد، وتقلبت يمنة ويسرة على فراشي، ولكن لم يزل الخوف موجودًا، بل على العكس تمامًا، حاولت أن أفكر في أي شيء أحبه، ولكن ذلك الشعور كان ملحًا، ولم أستطع النوم، وطوال الليل خوف، وتعرق، وخفقان للقلب بصورة غير طبيعية، وأفكار تشاؤمية غريبة مثلا: سأصبح مختلة عقليًا.
منذ تلك الليلة وأنا أعاني الأمرين: أرق، ونوبات هلع في الليل، وفي الصباح أشعر بتوتر كالتوتر الذي يسبق الامتحان، وقلق، وفقدان الشهية، وعدم الشعور بالعطش، وعدم الشعور بطعم الحياة، حتى الأشياء التي أحبها وأهتم بها لم تعد تسعدني، أصبحت أتحسر على حياتي السابقة، مثلاً: أفكر بأنني قبل شهرين من الآن كنت سعيدة ومرتاحة البال، ولا أعاني من هذا الشعور، وأصبحت أحسد الناس على عدم معرفتهم لهذا الشعور المزعج، لا يريحني أي مكان حتى لو أخرج، وعندما أفكر فيها تأتيني وتفسد عليّ متعتي حتى لو ارتحت قليلا تعود بسرعة إليّ.
في الأخير: أود أن أشير أني أطلعت أمي على حالتي هذه المرة؛ لأنني لم أعد الاحتمال وفقدت صبري، وقد عرضت حالتي على طبيب العائلة الذي أكد لي أنها حالة عادية، وغير خطيرة، ناتجة عن الملل والفراغ وحساسيتي الزائدة، ولا تحتاج لطبيب نفسي، كما وصف لي مهدئًا lysanxia، والذي حسن من حالتي، ولكني لا زلت أحس بقليل من التوتر، وأخاف أن أبقى هكذا للأبد، كما أشعر أنني لن أستطيع التخلص منها هذه المرة، هل هناك أمل في الشفاء منها وكيف؟ وإذا لم أستطع الشفاء منها، هل هناك أدوية تجعلني أنسى هذا الشعور؟
شكرًا.