السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب عمري 27 عاما، وقبل عام 2012 كنت طبيعيا؛ أعيش حياتي كأي إنسان آخر، ولا أعاني من شيء، وفي عام 2012 تعرضت لخبر مزعج جدا أصابني بالتوتر، وعليه جاءتني حالة انهيار عصبي، ودخلت وقتها المستشفى على إثرها، وبعد الفحوص تبين أن الحالة فقط توتر وضيق وانزعاجات.
بعد هذه الحالة أصبح لدي نقطة تحول في حياتي، وبدأت حالات الخوف والذعر تنتابني من أي شيء، وخاصة الأمراض، وأصبحت الأوهام والوساوس ترافقني دائما، فذهبت إلى طبيب نفسي، وأعطاني بعض الأدوية لأتغلب على هذه الحالات، وتحسنت قليلا، ولكن أصبح لدي رهبة داخلية لا تفارقني معظم الأوقات، والآن حالتي هي كالتالي: دائما أتوهم بأن مرضا خطيرا سوف يصيبني، فأسرع إلى المستشفى؛ لإجراء الفحوصات، فيكون كل شيء سليما.
تصيبني بين فترة وأخرى رجفة، وتسرع في دقات القلب، وتعب، فأتخيل أنها أعراض جلطات قلبية؛ فأسرع إلى المستشفى، ولا أطمئن إلا إذا قاموا بالفحوصات، ولدي خوف داخلي من المجهول، من الموت، مع أن الموت حق، ولكنني دائما أفكر بأنه قريب، ووقتها أتوتر وأتوهم، وتسيطر علي المخاوف، وأصبحت في حالة تفكير سلبي دائم، والمصيبة أنني أعرف أن ما يصيبني هو أفكار سلبية فقط لا غير، وأحاول أن أتجاهلها، ولكنني لا أنجح بذلك.
عانيت من تشنج القولون أيضا، والمشكلة الرئيسية الآن أنني بحالة تفكير دائم، فمثلا أصبحت أخاف أن أخرج من البيت؛ لأنني أعتقد بأنني سوف أصاب بجلطة مفاجئة، وأخاف قيادة السيارة لمسافات بعيدة، وأتخيل بأن شيئا ما سوف يصيبني وأنا أقود، ولقد فكرت بأن أسكن قريبا من إحدى المستشفيات؛ لكي إذا أصابني شيء أسرع بالوصول إلى المستشفى.
أخاف أن أغلق باب الحمام خلفي؛ لكي لا أصاب بشيء داخله!، وعندما يصيبني ألم بسيط بالرأس أتخيل أنه بداية مرض ما، وعندما يصيبني أي ألم في الصدر -وممكن أن يكون تشنجا عاديا- أعتقد بأنه مرض في القلب، وعندما تصيبني أي وخزة في ظهري، في يدي، في قدمي؛ أخاف وأذهب إلى مواقع النت؛ لأكتب الأعراض، وكما قلت أعرف بأن ذلك وهم، ولكنني لا أستطيع نزع هذه الأفكار من عقلي الباطن، دائما هناك أفكار سلبية في عقلي الباطن لا أستطيع انتزاعها.
عندما يخبرني أحد بأنه يحتاجني بموضوع؛ أتوتر وأخاف، وأنا صفاتي: لدي قدر كبير من التسامح، وطيبة القلب، ومساعدة الناس، وأبكي بسرعة على أي موقف. وأريد أن أتخلص من الخوف بشكل نهائي، وأن أطرد الأفكار السلبية التي تسيطر على عقلي الباطن، وأريد أن أعيش حياة طبيعية خالية من القلق والخوف والتوتر، وأريد أن أتخلص من كل شيء سلبي، وقد قرأت الرقى، وأقرأ القرآن، ولا أترك الصلاة، ولكن دون فائدة!
أريد دواء قوي يجعلني أواجه هذه الأعراض ولا أفكر فيها، وبنفس الوقت أكره أن أدمن الأدوية وأن يكون لها أعراض جانبية مزعجة ومضاعفات.
أجيبوني عن حالتي جزاكم الله خيرا.