السؤال
السلام عليكم
كنت طفلاً أعامل معاملة قاسية، لأني الولد الأكبر، علماً أني كنت متمرداً بطبعي، وعنيد جداً, فأورثني إحساساً أنه لا أحد يحبني! وكبرت على هذا المبدأ.
علما أن والدي دائم العمل، فلا نراه سوى بضع ساعات في الشهر، أتعامل بقسوة في الرد على أي موضوع، وهذا ما اتضح لي جلياً بعد ذلك.
لا أعرف مردود أفعالي بالمستقبل، وقد تخرجت من بكالوريوس التجارة، ثم بعد ذلك التحقت بأحد المعاهد للحصول على بكالوريوس الهندسة، وهنا بدأت أتعرف على عقدي الداخلية أكثر وأكثر، حيث أني صادفت الكثير من الناس وباطنهم غير ظاهرهم، فصدمت بالواقع أكثر وأكثر.
كنت أفضل أن أعيش دائماً بالخيال، علماً أني أحب الكرتون كثيراً، لأنه لا يوجد به مشاكل، فكنت أتخيل نفسي سوبر مان، أو أي شيء من هذا القبيل، لكي أدخل السرور على نفسي، وأحاول أن أترك هذا الخيال وأعيش في الواقع، فتحررت منه بنسبة 50% وأكثر، ومع زيادة المشاكل دخلت إلى دوامة المخدرات (حشيش) لكي أبتعد عن مشاكل الواقع، وقد أفاض الله علي وتركت، وأنا أتماثل للشفاء منها، ومنذ نحو 9 أشهر لا أدخلها فمي.
رأيت تغيراً كبيراً في شخصيتي، وأصبحت انعزالياً بالرغم من أني كنت اجتماعياً، أصبت بالبلادة وصعوبة في استرجاع المعلومة، وأيضاً في الحفظ والفهم البطيء، والتلعثم في الكلام أحياناً.
المشكلة الأكبر شرود الذهن وصعوبة التركيز، وأرجع نفسي ثم أشرد مرة أخرى، فأمل من نفسي، وأصاب بالوقفة الدماغية، ولا أعرف لها مصطلحاً علمياً.
في الكمبيوتر أرى صاحبي ولم أره منذ مدة، فيقول ما أخبارك؟ وماذا تعمل؟ فأقف عاجزاً عن الرد لبرهة، وأحياناً أرد بكلام غير مفهوم، وأحياناً أكذب، لأني لا أستطيع أن أجمع شتات نفسي.
أصبح الأمر ملحوظاً من جميع الناس، ضعف في الانتباه والشرود الدائم، والاكتئاب والكسل والعجز التام، وانعدام الثقة في النفس وفي إمكانياتي، وعلى قدرتي في أداء فعل معين، وعدم الثقة في الناس لما مررت به من مشاكل مع أمي وخطيبتي وأصحابي وأبي، والكل يبوح بالأسرار، بل ويكذبون ويغيرون المواقف بدافع النفع الشخصي.
وشكرا.