السؤال
السلام عليكم..
أشكر موقعكم الأكثر من رائع، وأنا حقا سعيدة لأني عثرت على هذا الموقع المتدين الذي يساعد الآخرين بخبرات من أناس متعلمين ومتخصصين.
أنا فتاة في الصف الثالث الثانوي، عمري 17 سنة، والكبرى بين أخواتي، ومخطوبة منذ ثلاث سنوات، وزواجي سيكون -بإذن الله- آخر هذه السنة.
مشكلتي بدأت منذ أن كنت في الصف الخامس أو السادس الابتدائي، عندما بدأت أهتم بمظهري، فقد كنت بعد تناولي للطعام أسرع للحمام -أكرمكم الله- لأتقيأ ما أكلت، وبعد فترة قصيرة اكتشفت أمي ذلك، فنصحتني وعاتبتني، وكل فترة تنصحني، لكني كنت أعلم أن هذا لا ينفع معي، فأنا لا أستطيع السيطرة على نفسي، وقد أخبرتني أمي بأنها عانت من ذلك التصرف في صغرها لمدة شهر واحد فقط ثم توقفت، وأصبحت تتناول الطعام بانتظام، وأصبح جسمها جميلا ومناسبا لعمرها وطولها، وظللت على هذا الحال إلى أن أصبحت في الأول الثانوي.
عندما أصبت بالمس اكتشفت بأن هذا المرض يسمى البوليميا، وله علاج، وهو معروف عند الأطباء، فبحثت عن العلاج وقرأت عن دواء يسمى البروزاك، وأحببته لأنه لا يزيد الوزن، ولا يسبب الإدمان.
في الواقع قبل أن اكتب هذه الرسالة صليت صلاة الاستخارة، لأنه لا يعلم أحد بعد الله بإصابتي بهذا المرض سواي أنا وأمي، وفي الغالب أتقيأ مرة كل يوم إلى أربع مرات حسب حالتي النفسية، وهذه الفترة أحس أنها خفت قليلًا جدًا، وأدعو الله أن يشفيني ويشفي المسلمين، ويهيئ لنا سبل الشفاء والحياة الصحية المطمئنة.
علمًا بأنني لا يمكنني أن أذهب للطبيب النفسي أبدا؛ لأني أعتقد أن أمي (وأبي خاصة) سيرون هذا الأمر سخيف، وسيقولون لي: فقط قللي من تناولك للطعام.
حاولت التخلص من هذه العادة عدة مرات، لكنني لا أكون طبيعية في اليوم الذي أتأخر فيه عن التقيؤ، وأشعر بالدوخة، ولا أعلم ماذا أفعل؟ ولا أستطيع التفكير، ولكن بمجرد أن أتناول الطعام أعود لطبيعتي وأنشط.
أنا أعتبركم بمثابة الطبيب النفسي، وأريد شراء الدواء، ولكن أريد معرفة الجرعة لمثل حالتي، وما هي مدة العلاج اللازمة؟ وما هو العلاج السلوكي بشكل مبسط الذي علي الالتزام به خلال فترة العلاج؟ وهل سيساعدني إخبار أهلي وأصدقائي بهذا على العلاج؟ وكيف يمكنهم مساعدتي؟
أنا أفكر أن أشتري هذا الدواء من مصروفي، ولكنه غال، ولا يمكنني تحمل شراءه لأكثر من شهر، فبماذا تنصحوني؟
علمًا بأني أتناول طعاما كثيرا، وإذا تركت التقيؤ سأصبح بدينة جدًا، لأن جسمي قابل للزيادة بسرعة، وأنا أحب أن يكون مظهري غير شاحب، وجسدي رشيق، وأن أتناول طعاما مفيدا.
بارك الله فيكم، وأزاح همكم، وفرج كربكم، وعافاكم وأحبتكم، ورزقكم الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل.
وشكرًا لكم.