السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على هذه الفرصة التي تتيح للكثير ممن لا تسمح ظروفهم بالذهاب إلى طبيب أن يستشيركم، ويعرف على الأقل ما طبيعة حالته.
أنا أعاني من الاكتئاب في صورة (نظرة سوداوية للحياة في غالب الوقت، وقد تزيد أحيانا، وقد تخف أحيانا، حتى أظن أنها قد اختفت -شكوك دائمة، وعدم ثقة في أي شخص، ويزيد هذا العرض الذهان، وسأشرح طبيعته فيما يلي- إحباط، ويأس، وتبلد، ولا مبالاة، شعور بالذنب، اضطراب وجداني وانفعالي، القلق الدائم والتوتر).
إلى جانب هذه فعندي مشاكل منذ الصغر، وبأسباب واضحة تتشكل في إحساس بالدونية، وعدم توكيد الذات، وعدم القدرة أو الخوف في التعبير عن المشاعر.
ثانيا: الذهان (اضطراب في التفكير والإدراك، وعدم التذكر، وعدم الحفظ التلقائي، وشتات ذهني تزيد حدته وتنقص، وغالبا ما يرتبط بالضغط، وعدم القدرة على الفهم والاستيعاب، وعدم القدرة على رسم صورة كاملة، وعن بناء فكرة، وتحديد الموضوع بوضوح، وفصله عن الآخر، وضعف الاستبصار).
علما أن هذه المشكلة تقل إلى حد ما عند التفكير مع شخص آخر، وأيضا أعاني من رهاب اجتماعي منذ الصغر، ولكن أحاول التكيف معه، وأنجح بنسبة كبيرة، خصوصا عندما تقل حدة الذهان وبعده الاكتئاب، علما أن الاكتئاب والذهان يؤثران على حياتي العملية بشكل كبير إلى حد الإعاقة.
طبيعة حياتي: أسرة مفككة، وعدم وجود علاقات اجتماعية مع الأهل، وعدم وجود مهارات اجتماعية، وعدم وجود علاقات دافئة تماما، وأحس بفراغ نفسي وعاطفي، وأشعر بفجوة في نفسي دائما، وإحساس بعدم الاستقرار، وانعدام الأمان ماديا ومعنويا وعاطفيا، وكنت في الصغر طفلا ذكيا وناجحا دراسيا، وكنت أفكر وأستطيع التفكير، والتعمق الشديد، والفهم والاستيعاب بسهولة، وكانت تقل قدراتي، وينحدر مستواي، وأسقط وتقل درجاتي الدراسية، حتى تدريجيا كلما كبرت، حتى انقطعت عن الدراسة لإحساسي بالفشل والانحدار.
الآن أنا في السنة الدراسية الأخيرة مدرسياً، وأحارب بكامل عزمي وطاقتي وحيويتي التي اختفت، وأشعر أني في أمس الحاجة للعلاج، ولكني خائف، وأتوسل أن تأخذوا مشكلتي بمحمل الجد، وأنها مرحلة مصيرية بالنسبة لي، وأنا خائف ولا أعرف ماذا أفعل.
أرجوكم أن تساعدوني وتنصحوني كيف لي أن أحقق -حتى ولو- استقرار الأعراض والنفسية كي أتجاوز هذه السنة المصيرية، وبعدها أكون قد تجاوزت المدرسة، وأمنت شهادتي وجامعتي، وأبدأ العلاج النفسي.
أنا أشعر أن عمري يضيع، ويتبعثر هنا وهناك، وضاعت أحلى أيامي، ولم أستطع العيش في حياة طبيعية.
أرجوكم مرة أخيرة عدم إهمال رسالتي، والحمد لله على كل شيء.