السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على تعاونكم، وعلى ردكم على استشارتي السابقة، فأنا سعيدة بالتحدث لكم، وأرجو منكم النصح والإرشاد والإجابة في أسرع وقت ممكن.
ما زال شبح وسواس الموت يطاردني، استفدت من نصيحتكم لي، ولكنني أواجه مشكلة حقيقة، وهي الخوف من تناول الأدوية، في الوقت الراهن أمارس تمارين الاسترخاء كما وصفتم لي، ولكنني لست منتظمة، وأمارس رياضة المشي لمدة ساعة مرتين في الأسبوع، ولكنني أتمنى منكم نصحي وإرشادي بنصائح سلوكية وغذائية حتى أتجاوز هذه المحنة، فأنا أخاف من تناول الأعشاب، ولاحظت بأن الأدوية هي مصدر التوتر والقلق لدي، فعندما أتناول حبة من الدواء أظل في صراع وخوف.
وصلني ردكم بعد تجاوزي لبعض الأفكار السلبية، ولكنني في بعض الأحيان أجد بأن الأفكار تعود لي، وتعود معها الأعراض بقوة، ففي الأسبوع الماضي حصلت على وظيفة، وفي اليوم الثاني تركتها، لأنني شعرت بالخوف والتوتر لدرجة لم أستطيع معها الأكل والشرب، وهبط ضغطي إلى (120/65) من شدة التوتر والخوف من الفشل.
أشعر بأنني فاشلة في الحقيقة، وفي جميع نواحي حياتي، وأشعر بأنني أتهرب من مسؤولياتي نحو أمي وأختي بهذه الطريقة المرضية، فقد عملت (15) سنة لأجد نفسي اليوم على أعتاب الثامنة والثلاثين، وأنا مكللة بالفشل، ومثقلة بالهموم والديون، والالتزامات، والمسؤوليات في غياب الحس الإنساني والاجتماعي، واللامبالاة من جانب إخوتي الشباب.
وبتاريخ هذه الاستشارة عانيت من التهاب الجيوب الأنفية، فصرف لي الطبيب (زوماكسوسيترزين)، ولكن حبة الدواء أرعبتني، تناولت العلاج لمدة يومين، مر اليوم الأول بسلام، ولكن الثاني مر بصعوبة، تناولت بتلك الليلة نصف حبة (سيترازين) لأتمكن من النوم، ولم يغمض لي جفن حتى الصباح، وبدأت مرحلة الرعب، بالأخص عندما نزل من فتحة أنفي اليسرى سائل مائي أصفر اللون، فاعتقدت أنه السائل النخاعي، وهرعت إلى المستشفى، فتبين بأنه مجرد مخاط لم ينته الكابوس فالضغط كان (100/60)، حاولت أن أهدأ ولم أستطع، دخلت في حالة من الهستيريا والبكاء، وبعدها برودة في جسدي كامل وكأنني سأموت، تم نقلي للمستشفى، وتبين بأن ضغطي صار (140/100)، واكتمل المشهد بدخولي مرحلة البكاء الجنونية، أعطاني الطبيب مسكن، وعاد الضغط بعد ساعة من الهدوء والاستفراغ إلى (110/80) -والحمد لله-، لم أستطع احتمال الأدوية، تلفت أعصابي، وعانيت يوما كاملا من خض المعدة، ومن تهيج القولون، والشد العضلي في الصدر والرقبة والأكتاف والظهر.
ما لم تعرفونه عني بأنني تحملت ظروفا أسوء من ظروفي الحالية، وكنت شجاعة ومقدامة مسؤولة قوية، لكنني في هذه الشهور الثمانية ضعفت نفسيا وبدنيا، وأشعر بأن الموت يلاحقني كدراكولا، علما أنني أعلمتكم عن محافظتي على أداء الفروض وعلى الأذكار صباحا ومساء، وتلاوة حزب من القرآن، تعرضت في الفترة الأخيرة إلى الشماتة من أقاربي، علما أن أمي تعاني من وضع نفسي صعب بسبب حالتي.
أفيدوني، هل الموضوع بسبب الضغط العرضي؟ وهل ما يحدث معي بسبب غضب الله؟ وما هي الطرق للتخلص من الطاقة السلبية؟ سأكون شاكرة لو قمتم بتزويدي ببرنامج يومي أو أسبوعي أو سلوكي أو رياضي وغذائي، جسدي ونفسي، كما أتمنى منكم أن تنصحونني هل أنا بحاجة لزيارة طبيب الأعصاب، فأنا أشعر بأن الجهاز العصبي لدي ضعيف؟
ولكم خالص التقدير.