السلام عليكم

أعاني من أرق، فمنذ ثلاثة أسابيع لا أستطيع النوم، وإن نمت فقط مغمض العينين، والبداية كانت بعد أن عملت رياضة، وأردت أن أنام ولم يأت النوم فأصابني خوف شديد أن يتكرر معي مثل ما حدث لي.

قبل سنتين أصبت بالأرق وعانيت معاناة شديدة فأخذت حبة نايت، واليوم الثاني اشتريت بروزاك واستخدمته ثلاثة أيام وقطعته، ثم أردت النوم بدون أدوية ولم أستطع، واستخدمت بندول ثم عدت للنايت، ثم (البروزاك) ثم (فلوتاب) لكن جميعها لا يفيدني!

والدي بعمر السبعين، ومنذ خمس سنوات لا يستطيع النوم إلا ب(الريميرون)، وأخاف أن أكون مثلة متعوداً عليها.

عندما أضع رأسي للنوم تتسلط الأفكار، ووضعي قبل النوم طبيعي، وإذا أحسست بهدوء وأردت عمل استرخاء أشعر برعشات متفرقة بعضلات الجسد، وكنت أفكر قبل الأرق بشراء أرض لكن تركت الفكرة نهائياً.

كما أعاني قبل الأرق من بعض الوساوس، مثل أني أحسد أبنائي -والعياذ بالله- أو أنظر إلى العورات، وسبق وأن استخدمت ليسترال ولم يفد وسبب لي ثقلاً بالجبين، فأريد خطة علاجية محكمة تخلصني مما أنا فيه.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد وصفتَ ما يجري معك وصفًا دقيقًا، وهذا أهم شيء لوضع الخطة، وإليك هذه الخطة لموضوع النوم:
- تجنب تناول المنبهات - مثل: الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة والكابتشينو والنسكافيه - بعد الساعة الخامسة مساءً، وتجنب الرياضة العنيفة ليلاً.

- تناول كوبًا من الحليب قبل النوم، وحدِّد وقتًا للنوم، وأطفئ الأنوار، ولتكن الغرفة هادئة.
- حاول ترك كل مواضيع الحياة في مكانٍ، ولا تأخذها معك إلى السرير والفراش، وحاول أن تكون الغرفة معتدلة، ليست باردة وليست حارة.

- إذا لم تستطع النوم يجب أن تنهض مباشرة من السرير، ولا تظل تتقلب فيه، ولتذهب وتجلس وتُشاهد برنامجًا مُسلِّيًا في التلفاز، أو تقرأ رواية، أو جريدة، حتى تشعر بالنعاس، ثم تذهب إلى فراشك مرة أخرى، وتجنب الأدوية المنومة.

- حافظ على الوضوء قبل النوم، وحافظ على أذكار النوم.
- إذا حصل وسهرتَ يومًا ما حاول ألا تعوّض النوم بالنهار، حتى ولو أصابك النعاس والإرهاق والتعب، وتظل صاحيًا، واعمل شيئًا ما، وسوف يأتي النوم لا محالة، وساعة نوم بالنهار تمنع نوم الليل، وساعة نوم بالليل تُعادل ثلاث ساعات من نوم النهار.

أما بخصوص الوساوس فحاول دائمًا قبل أن تنام - إذا بدأت الوساوس والأفكار في هذه الأشياء تتسلل إليك - حاول أن تصرف تفكيرك إلى شيء آخر، تذكَّر أشياء جميلة حصلت في حياتك، رحلة استمتعت بها، إجازة جميلة قضيتها، مكان جميل جلست فيه، تأمَّل هذه الأشياء، استرجع الذكريات في هذه الأشياء، وهذا -إن شاء الله تعالى- تطرد الأفكار وتجعلك مسترخيًا.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.