الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف وتشتت الذهن والنسيان، وأخشى من الأدوية النفسية، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة أعاني من عدم الثقة بالنفس، والتشتت الذهني والنسيان، فلا أتذكر مكان وضع الشيء، كما أشعر بالخوف، وأندمج في القصص وأتأثر بها، وأخشى من خطف أولادي أو تزوج زوجي علي، وأخترع شخصيات أعرفها أو لا أعرفها، وأنسج أفكاراً وحكايات عديدة وأعيش فيها، وأحياناً أبتسم أو أعصب، وأقوم بعمل حركات لا إرادية.

سمعت عن دواء فافرين 50، لكنني أخشى أخذه خوفاً من الإدمان عليه أو كثرة النوم، فلدي أطفال والتزامات منزلية يجب علي القيام بها، فبماذا تنصحونني؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الخوف والاندماج في قصص وسيناريوهات في الخيال، والإفراط في هذا الشيء، ونسج قصص خيالية، أحيانًا يكون جزءًا من الهروب من حالة نفسية معينة مثل: القلق أو الاكتئاب، وأحيانًا يكون جزءًا من الهروب من مشكلة معينة حصلت للشخص ولا يستطيع مواجهتها، ويهرب بسيناريوهات وتصورات عن أشياء تحدث له.

كما أن التعصُّب أيضًا يوحي بوجود ضغط نفسي، والتشتت الذهني كذلك، وهذا يؤدي إلى عدم الثقة بالنفس، والثقة تُكتسب من خلال التغلُّب على الصعاب التي تواجه الشخص، ومعالجة الاضطرابات النفسية، فالثقة هي نتيجة لوجود علَّة، وليست عرض مرضي في حدِّ ذاته.

الفافرين ينتمي إلى مجموعة أو عائلة الأدوية التي تسمى (SSRIS)، وهي أدوية تُعالج الاكتئاب والقلق والوساوس، وتؤدي إلى زيادة مادة السيروتونين في دماغ الإنسان، ونقص هذه المادة تكون مسؤولة عن وجود اضطرابات نفسية مثل: القلق والاكتئاب والوساوس، التي يعاني منها كثير من الناس.

الفافرين من آثاره الجانبية عادةً: عُسْر الهضم الذي يتمثَّلُ في وجود آلام معدة وغثيان، وعادةً تكون في الأسبوعين الأولين للعلاج، ولذلك ننصح بأخذ جرعة بسيطة أولاً، ثم زيادة الجرعة، يعني نصف حبة -خمسين مليجرامًا- لمدة أسبوع كامل، تؤخذ بعد الأكل ليلاً، وقبل النوم، وبذلك نُقلِّلُ الآثار الجانبية للجهاز الهضمي، وأيضًا لا يؤدي إلى النعاس في اليوم التالي، كما أنه لا يُسبِّب ولا يؤدي إلى الإدمان على الإطلاق، ولكن عند التوقف من تناوله يجب أن يتم التوقف بالتدريج، لأنه عند بعض الناس تحصل أعراض انسحابية عند التوقف من تناول الدواء، تتمثَّلُ في آلام جسمية مختلفة، وقلق، وتوتر.

الفافرين يحتاج إلى شهر ونصف، أو شهرين حتى تزول الأعراض، وبعدها يحتاج الإنسان أن يستمر في تناوله لفترة لا تقلُّ عن ستة أشهر، ثم يتم تخفيض الجرعة تدريجيًا -كما ذكرتُ- نصف حبة كل أسبوع، حتى يتم التوقف تمامًا، وبعد مرور شهرٍ -إذا كانت الخمسين مليجرام غير كافية ولم يحصل التحسن- يمكن زيادة الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجرام، ثم إلى مائة مليجرام.

وأيضًا تحتاجين إلى بعض العلاجات السلوكية والاسترخاء النفسي، استرخاء بقبض وبسط العضلات، أو استرخاء بالتنفُّس المتدرج، وإذا كان في الإمكان ممارسة رياضة المشي، أو بعض التمارين البسيطة في المنزل.

وفقك الله وسدَّد خُطاكِ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق احمد عبدالله

    شكرآجزيلا بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً