السؤال
السلام عليكم
أشكركم من كل قلبي على جهودكم المتواصلة في حل مشاكل الشباب.
الحقيقية مشكلتي هي عبارة عن مشاكل متراكمة مع الزمن، وأسبابها متعددة، فأنا شخص لم أكن اجتماعيا منذ الصغر، وحساس، وهذه أيضا مشكلة عامة في أسرتنا، وخجول، وخلال مراحل دراستي كلها كنت مقتصرا على صديق أو اثنين، مع بناء علاقات طيبة مع البقية.
حصلت مشكلة بين أقرب الأصدقاء لي، وهذا سبب لي صدمة جعلتني أنعزل كليا عن الناس، وأصبحت حياتي بيت ومدرسة، ولم أعد أشكل أي صداقات، أو أخرج مع أي شخص، وطبعا هذه الحالة امتدت معي إلى الآن في الجامعة.
خلال هذه السنوات أدمنت لعبة أخرجتني من الواقع تماما، ربما أسوأ من المخدرات، وبقيت مدمنا عليها 7 سنوات تقريبا، فهي تأخذ وقتي وجهدي، طبعا بدون أي فائدة.
بعد محاولات كثيرة أخيرا استطعت التوقف عنها نهائيا منذ 5 أشهر، لكني حزين، ومكتئب أغلب الوقت، هذه السنين من حياتي لم تعد عليّ بفائدة أبدا، لا بتطوير مهارة، ولا بشيء آخر.
مستواي الدراسي جيد، لكني أشعر أني لم أنجز شيئا، فعمري 21 عاما، وأرى من هم في عمري يمتلكون محلات وتجارة بيع، ولهم دخل نهاية الشهر، وأنا هنا جالس فقط أدرس، ولا شيء آخر، إنما هي دراسة ونوم.
ومشكلة أخرى وهي الأهم: أني أخاف جدا مقابلة شخص كان معي في الماضي، وأعرف أين أصبح أو أين وصل! هذا الشعور يقتلني من الأعماق، فعندما أرى شخصا كان معي في مرحلة دراسية، وتغير جسمه للأفضل، أو تفوق بدراسة، أو أنه يشارك بفعاليات، أو لديه تجارة.
لا أحب أن أسمع أخبارهم، أو أعرف أين وصلوا؛ لأنه بمجرد معرفتي أو لقائي معهم؛ أصاب بإحباط شديد، وأشعر أني لم أنجز شيئا، والحقيقة أنه ليس لدي أي طموحات مثلهم في الحياة، حتى إن كان لدي أجد نفسي بدون حافز للوصول إليه.
آخر مشكلة لدي وأظن أنه لا يوجد لها حل وهي الطيبة، معروف عن كل أفراد عائلتي من والدي وأمي أننا أشخاص طيبون، وعلى نيِّاتنا، وهذه المشكلة أتعبتني، كل الأشخاص يأخذوني على محمل أن هذا شخص بسيط، وعلى نيِّاته، لا أحد يأخذني بجدية، والكل يحسب نفسه ذكي علي، حتى إن بعضهم يصل به الأمر لتعجب أنه كيف لشخص مثلي بسيط وطيب أن يكون لديه قدرات عقلية أفضل منه، وهذا أيضا ساهم بأن الأغلبية تبتعد عني.
لا أدري ما الحل أو من أي أبدا؟!
أرجو أن ترشدوني، ولكم كامل الشكر والعرفان.