الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رهاب اجتماعي بسيط.. فهل من نصيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مصاب بالرهاب الاجتماعي، ولكني ولله الحمد أستطيع أن أتكلم مع أهلي وأقربائي، وأسلم على الناس، ولكن مشكلتي هي أني لا أستطيع أن أتكلم أمام جمع من الناس.

أنا -ولله الحمد- أواظب على الصلوات في المسجد، وأيضا السنن، فبمَ تنصحوني أن أفعل؟ وما هي الخطوات التي يجب أن أراعيها؟ وهل هناك من تمارين أو برامج يومية أستطيع فعلها؟ وهل من الممكن علاج الرهاب بدون استخدام الأدوية الطبية.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أخي الكريم: درجة الخوف أو الرهاب أو القلق الاجتماعي التي تعاني منها مما يظهر لي أنها من الدرجة البسيطة، أو النوع الخفيف، والشعور بالاطمئنان في حضور الأهل، أو الأقرباء، أو من تعرف هو دليل على أن حالتك بسيطة، ومشكلتك قد تكون مع الغرباء، أو المواقع التي لست متعودا عليها.

أما بالنسبة للحديث أمام جمع من الناس، وهذه أحد العلل الجوهرية التي نشاهدها مع الخوف الاجتماعي، والمواجهات الاجتماعية هي المطلب العلاجي الرئيسي، ويتردد علي الكثير من الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي، منهم من لا يستطيع الكلام أمام الآخرين، ومنهم من لا يستطيع أن يصلي مع الجماعة، ومنهم من لا يستطيع أن يأكل في مطعم عام، وهكذا أخي الكريم، فالعلة منتشرة، ولذا أنا أراها ظاهرة نفسية، وليست مرضاً نفسياً، إلا إذا كانت شديدة جداً، ومطبقة ومعيقة للإنسان للدرجة التي تجعله لا يخرج من المنزل.

أخي الكريم: حالتك بسيطة، والخطوة العلاجية الأولى هي أن تحقر مبدأ الخوف الاجتماعي، يجب أن لا تقبله، وهذه عملية فكرية معرفية، أي أن تحاور نفسك، أن تسأل نفسك ما الذي يجعلني لا أكون مثل الآخرين؟ هؤلاء الذين يخطبون في الناس أئمة المسجد الحرام، أئمة المسجد النبوي، الذين يقيمون الندوات والمحاضرات التي تكون أمام قاعات مكتظة من الناس، هؤلاء الذين يجرون حوارات تليفزيونية؛ لماذا لا أكون مثلهم؟

هم ليسو بأفضل مني بأي حال من الأحوال، فهم بشر وأنا بشر، لا بد يا أخي الكريم أن تجري حوارا فكريا مع نفسك، المشكلة الأساسية للكثير من الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يقبلونه كواقع بالرغم من كراهيتهم له، لكنهم لا يتخذون إجراءات، أو وسائل فكرية حقيقة لرفض الفكرة هذا هو المبدأ الأول.

المبدأ الثاني أخي الكريم يجب أن تدرك وتفهم أن الخوف الاجتماعي ليس ضعفا في شخصيتك، وليس ضعفا في إيمانك، هو خوف مكتسب ربما يكون ناتجا من تجارب سلبية مررت بها في أثناء الطفولة.

ثالثا: ما تتصوره أو تتوقعه أو تتخيله من آثار سلبية؛ سوف تحدث لك عند المواجهات، هذا ليس صحيحا أبداً، لا أحد يشاهد أو يلاحظ تسارع القلب الذي يأتيك، لا أحد يلاحظ ما تتصوره من تعرق التلعثم في الكلام هذا ليس صحيح، الرجفة هذه ليست صحيحة، الخوف من أن يسقط الإنسان هذه ليست صحيحة، فإذاً تصحيح المفاهيم هو الخطوة الثالثة.

الخطوة الرابعة هي التطبيق، أن تصر أخي الكريم أن تواجه، وأن تكثر من المواجهات، مثلاً الصلاة، أنت تحضر صلاة الجماعة هذا أمراً جيد، لكن أريدك أن تكون في الصف الأول، وخلف الإمام، بل تحضر نفسك أن تنيب عن الإمام إذا طرأ عليه طارئ؛ هذا نوع من التعرض النفسي الكبير والجميل جداً.

المشاركة في المناسبات أخي الكريم مهمة جداً، الأفراح الأعراس الجنائز، وأن تكون دائماً في الصفوف الأمامية، الانضمام لأي جمعية خيرية، أو عمل تطوعي هذا أخي الكريم يساعدك كثيراً وهكذا، ممارسة الرياضة، التمارين الاسترخائية هذه قد تكفي تماماً في حالتك، أما العلاج الدوائي فهو مفيد جداً في الحالات الشديدة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً