السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود في البداية أن أقدم لكم شكري وامتناني على جهودكم الجبارة لمساعدة المحتاجين بغير أجر إلا طلبا لما عند الله سبحانه، فبارك الله فيكم وشكر لكم.
سأبدأ بسرد علتي، أنا أعاني من الوسواس القهري منذ كنت فتاة صغيرة، بدأ الوسواس القهري معي وأنا في سن الثامنة، حيث كان عندي وسواس بالطهارة والصلاة، حيث كنت أعيد الوضوء للصلاة عشرات المرات، وأصلي أكثر من مرة، وأعيد قراءة السور لأني أخشى أنني لم أفعل، ثم ازداد الوسواس قوة وتغيرت طبيعته مع بقاء وسواس الطهارة، ولكن بشكل أخف، فلقد أصابني وسواس في الدين.
كانت تغلبني أفكار كفرية متعلقة بالله وبالقرآن حتى ضاقت علي الأرض وغرقت في دوامة اليأس والخوف، وتمنيت الموت ولم أستطع التخلص من هذه الأفكار حتى تملكتني أفكار من نوع مختلف، فأصبحت أفكر بالأمراض كثيرا، وأنني ولا شك مصابة بمرض خطير ولم أستطع دفع هذه الأفكار أبدا، حتى أني كنت أبكي كثيرا وأتخيل نفسي وأنا أتلقى العلاج الكيماوي، وأنا أرقد على سرير أبيض لا أشعر عليه إلا بالألم والوجع، ولقد كادت نفسي أن تزهق من شدة الحزن، ولا أعلم كيف انتهت هذه الأفكار عن العبث في عقلي.
وما هي إلا فترة ليست ببعيدة من ذلك حتى أصبت باكتئاب شديد ورهاب أثر على حياتي وعلى قدراتي العقلية، فأصبت بالنسيان حتى أنني لأنسى أسماء الأشياء والأدوات المعروفة وغيرها من المصطلحات الشائعة، وأصبحت حتى لا أستطيع وصف الكلام، وكنت أتناول دواء الفافرين، ولقد توقفت عن تناوله منذ قرابة السنتين، ولكن قبل ثلاثة أشهر، بل في الحقيقة منذ وقت أطول بكثير ولكن كانت بشكل أقل وضوحا، سيطرت علي أفكار وتصورات جنسية حتى أنها تأتيني بالمقربين مني، فكل كلمة أو حركة أو تصرف أراه بطريقة جنسية.
فأصبحت لا أحب لأحد لمسي حتى لا أفكر بتلك الطريقة المخزية، وأني لأعجب من نفسي وأنا أتذكر كيف كنت وأنا في سن صغيرة جدا -دون العاشرة- أفكر في تلك الأمور وأتخيل في عقلي ما يتخيله البالغون! ولقد كرهت نفسي وعيشتي، وكيف أنني لست كبفية الناس! بل حتى هذه الأفكار أنها لتلاحقني في أحلامي.
تفكيري تعشعش به هذه الأفكار منذ سنين ولكنها الآن أصبحت تظهر بشكل علني أحيانا، فمثلا أصبحت أرتبك عندما أنظر إلى جزء ظاهرة من امرأة مثلي وأضطرب، وهذا بالتحديد ما ظهرت وازدادت أعراضه خلال الأشهر الماضية!
أعتذر على عدم السرد المتسلسل للوقائع، ولكن حالتي -موضع السؤال- تتلخص في أنني منذ صغري وأنا أفكر بالأمور الجنسية بشكل مبالغ فيه ... أفكار وتصورات جنسية تطرأ على ذهني، حتى أنني لأهز رأسي لأتخلص منها، وأزداد الأمر سوءا عندما أصبحت أضطرب عندما تقع عيني على جزء ظاهر من امرأة!
أشعر أنني لست طاهرة من الداخل بسبب هذه الأفكار القذرة التي تسيطر علي، ولا أعلم هل أنا هكذا أم أن ما بي هو بسبب المرض؟ مع العلم أنني لا أرى ما حرم الله وما أريد أن أكون مثل بقية الناس، ليس بي أفكار شاذة وغريبة، وأني لأكره هذه الأفكار كرها عظيما وأريد التخلص منها.
أرجو إفادتي بتشخيص حالتي، هل ما أعاني منه قديما والآن هو نوع آخر من الوسواس القهري أم ماذا؟ وما العلاج على أي حال؟
أعتذر على عدم ترتيب الأفكار والإطالة، وربما ذكرت بعض التفاصيل التي ربما تكون غير نافعة، وشكرا لكم.