السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي تتلخص أساساً في كوني ذا شخصية شديدة الحساسية، وأكثر التدقيق في كل شيء، أي أنني أجعل من الحبة قبة كما يقال، وأعشق الكمال؛ مما حول حياتي لنكد! فالتساؤلات في أمور العقيدة لا تبارحني حتى أخشى على نفسي الردة -والعياذ بالله- بعدما كنت صاحب يقين راسخ!
إذا ما عزمت على أمر ما -كالسفر مثلاً- أجد نفسي في ضيق شديد يريد تثبيطي عن القيام به، ومع هذه الضغوط أقبل على الأمر بعناء شديد، ثم أجدني أحمد الله أني لم ألتفت لتلك الوساوس.
السادة الأفاضل، أنا الآن مقبل على أمر أكبر بكثير، وهو الزواج بإذن الله تعالى، وأسألكم الدعاء لي ليوفقني سبحانه ويبارك لي فيه، الفتاة لا أعرف عنها إلا الخير والصلاح ولا أزكي على الله أحداً، سبق لي في الماضي أن أرسلت إليها بأخت لي في نفس الموضوع فأبلغتها آنذاك بكونها مخطوبة، وذهب كل لحاله.
بعد أزيد من سنتين علمت أنها انفصلت عن زوجها بالخلع، فقلت في نفسي لم لا؟ لعل الله قد كتبها هذه المرة، وبالفعل استشرت واستخرت وأقبلت على الأمر، والكل يسير على ما يرام لولا هذا الوسواس اللعين الذي يعكر صفو حياتي، فكأن قائلاً يقول لي: كيف تقبل لنفسك بامرأة وطئها رجل قبلك؟ ومهما فعلت فلن تحبك بعمق أبداً، وهلم جرا.
حتى بعض الكتب الدينية التي لجأت إليها زادتني غبنا، فالكل يتشدق بالبكر، وكأن باقي النسوة خردة، علماً -سادتي- أنه حتى لو كانت هذه الخطيبة بكراً لكانت الخواطر من شكل آخر!
لقد تعبت من كثرة التفكير حتى إني عزفت عن مشاغلي ولا أجد راحتي إلا في الخلود للنوم العميق، فأغيثوني جزاكم الله، سلاحي الوحيد في هذه المواجهة هو المخالفة لأنني لم أعثر على سبب شرعي واحد يفيد التراجع! وأخشى إن فعلته أن يصيبها مكروه بسببي، ولكن الضغط علي لا يحتمل، فبم تدلونني؟ أريد أن أحس بنعم الله علي وأستريح من هذه الفكرة بداخلي.
وكذا أشعر برغبة في التقيؤ يومياً تقريباً، هناك من نصحني بالرقية الشرعية لكثرة تثاؤبي، وكذا بالتعجيل بالبناء، فما رأيكم؟ بم تنصحونني في تعاملي معها، خصوصاً في سرد الماضي؟ أهو أفضل، أم أطوي صفحته؟
أشكر لكم جهدكم في مساعدتي.
والسلام عليكم.