الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب العزلة عن الناس لعدم ثقتي بذاتي، فكيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة، كيف أنمي ثقتي بنفسي؟ فدائماً أشعر بعدم الثقة في النفس، والإحراج بين الناس، وعدم الدفاع عن نفسي، ولا أود التواصل في العلاقات الاجتماعية.

كما أحب تجنب الآخرين، وأحب العزلة عن الناس، وأرغب دائماً بالتواجد في المنزل، ودائما أشعر باكتئاب شديد.

أفيدوني بنصحكم، مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ doaa حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أولاً: أؤكد لك أن الإنسان يمكن أن يتطور، ويمكن أن يتغيَّر، وأن الله قد حبانا بآليات وطاقات كثيرة قد تكون مكبوتة أو مختفية، ولكنَّ الإنسان بتحسين إدراكه حول وجود هذه الطاقات يستطيع أن يتغير، هذا هو المبدأ الأول.

المبدأ الثاني: أن التغيير يأتي من الإنسان، ويجب ألا ينتظر أن يأتي هذا التغيير من الآخرين، قال تعالى: {إن الله لا يغيِّر ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

النقطة الثالثة هي: أن تبدئي بتقييم نفسك الآن، وهذا نسميه فهم وإدراك الذات، يعني أن تبحثي عن نقاط القوة في شخصيتك وفي نفسك، وكذلك البحث عن نقاط الضعف، ويجب أن تكوني دقيقة ومنصفة لنفسك، لا تظلمي نفسك، لا تعطيها أكثر من حقها، ولا تجحفي أو تنقصي في حقها، إذًا فهم الذات مهم جدًّا.

بعد ذلك يجب أن تقبلي نفسك؛ لأن الإنسان إذا رفض نفسه لا يستطيع أن يطورها، لا ترفضي ذاتك، لا تحقري ذاتك، اقبلي ذاتك.

النقطة الرابعة هي: تطوير الذات، وتطوير الذات يكون من خلال: أولاً التطور الاجتماعي، بمعنى أن تُحسِّني من صِلاتك الاجتماعية، وأن تبدئي بأسرتك، هذا مهم جدًّا، وأن تطوري من نسيجك الاجتماعي، لأن تطوير النسيج الاجتماعي يطور المهارات عند الإنسان.

الإنسان -أيتها الفاضلة الكريمة- من الناحية السلوكية هو عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، لا بد أن تكون أفكارك إيجابية حتى تتغيري، لا بد أن تكون مشاعرك إيجابية حتى تتغيري، ولا بد أن تكون أفعالك إيجابية، وهذا مهمٌّ جدًّا، جُزئية الأفعال هي المهمَّة في تطوير الإنسان وإكسابه ما يُسمى الثقة بالنفس.

الخطوات التي يجب أن تنتهجيها في حياتك هي: أن تُحددي أهدافك، ما الذي تودين أن تقومي به؟ هذا مهم جدًّا، ولا ترضي لنفسك ما هو قليل، لا ترضي لنفسك الدنو، كوني إنسانة توّاقة، يدًا عُليا، نافعة لنفسك ولغيرك.

بناء هذه الأفكار تستطيعين أن تتطوري، وسبل التطور المتاحة والسهلة هي اكتساب العلم، اكتساب المعرفة، المستوى الأكاديمي أو غير الأكاديمي، الذي لا يتعلم، الذي لا يكتسب المعرفة لا يمكن أن يثق في نفسه، ولا يمكن أن يتطور.

الركيزة الأخرى هي الدين -أيتها الفاضلة الكريمة-: الإنسان الذي يلتزم بدينه ويعرف دينه معرفة حقيقية يكون أكثر ثقة في نفسه، يكون أكثر كفاءة من الناحية النفسية والسلوكية والمعرفية والاجتماعية، وتكون صورته ظاهرة جدًّا أمام الآخرين، وهذا يُمثِّلُ دفعًا أساسيًا.

بر الوالدين أيضًا وجدناه من الأشياء المهمة والضرورية لأن يُنزل على الإنسان هالة من الثقة في نفسه والطمأنينة والتوفيق في كل أمرٍ بعون الله، فاحرصي على ذلك. وبر الوالدين له مكافأة تكون في الدنيا قبل الآخرة.

تنظيم الوقت: إذا لم تنظمي وقتك فلن تتطوري، ويجب أن تكون هنالك مؤشرات واضحة في كيفية إدارة الوقت، وأنصحك أن تكتبي جدولاً يوميًا لكيفية إدارة وقتك.

هذه هي الأسس الرئيسية لتطوير الذات، تدارسيها، فكّري فيها، وحاولي أن تُطبِّقيها، ولا تستعجلي النتائج -أيتها الفاضلة الكريمة- لأن الإنسان لا يمكن أن يتطور بين عشيةً وضُحاها، الأمر يحتاج لنية صادقة، والنية هي العزم والقصد، أن تعزم وأن تقصد وتسأل الله التوفيق وأن تنطلق في مهماتك الحياتية حتى تتطور.

هذه هي بعض المبادئ الرئيسة في تطوير الذات، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عبدو

    جزاك الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً