الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش في الخيال وإذا أعجبني شخص أريد أن أكون مثله!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أسأل بخصوص أني لا أعرف ماذا أريد؛ فعندما أشاهد مباراة كرة قدم للمنتخب -منتخب البلد- أريد أن أكون لاعبًا، وعندما أسمع موسيقى حماسية أريد أن أكون عازفًا، وعندما أشاهد أفلامًا ومسلسلات تجسسية أريد أن أخدم وطني وأدخل الجيش، وعندما يعجبني شخص أريد أن أكون مثله، وإذا أعجبني تصميم أريد أن أكون مصمم جرافيك ومونتاج وثلاثي أبعاد ورسوم متحركة -كرتون-، وعندما أستمع إلى حديث في الراديو أريد أن أكون مذيعًا بالراديو، وعندما يعجبني قارئ للقرآن أريد أن أكون قارئًا مثله. ومحتار أيُّ الفتيات أختار للزواج! ...وهكذا.

ما الحل لهذا الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنتَ ما زلتَ صغيرًا، وهذه الفترة هي فترة تكوين للشخصية، وفترة تكوين الشخص وظيفيًا أيضًا، ووضع المسار الذي سيتخذه الشخص، وبالذات من الناحية الوظيفية.

لا أدري هل ما زلتَ في الجامعة أم أكملتَها، على أي حال: بعض الناس دائمًا يعيشون في الخيال، ويكون الخيال يملأ جزءًا كبيرًا من حياتهم، ولا يعيشون في الواقع، وهذا قد يكون مفيدًا بعض الشيء.

كل إنسان يحتاج إلى جزء من الخيال، ولولا جزء من الخيال لما عمل شخصٌ شيئًا، والخيال قد يتحقق بعد فترة، ولكن أن يعيش الإنسان حياته كلها خيالًا فهنا تكمن المشكلة.

عليك -أخي الكريم- أن تضع أولويات في حياتك، وبالذات الوظيفة والعمل، ويجب أن يكون هذا الخيار ناتجًا عما تريده وما تستطيع إنجازه، أي لا بد من أخذ العنصرين معًا: الرغبة والقدرة على الوصول، فهذا شيء مهم، والأهم أيضاً أن تكون هذه الرغبة مقبولة شرعاً.

إذا كنتَ في وظيفة، فعليك بالعمل والاجتهاد في الإنجاز والتدرج في هذه الوظيفة، وبعد ذلك يجب أن تكون لديك رؤية واضحة لشريكة العمر، وماذا تريد منها، وأهم شيء الخُلق والتدين وليس الشكل فقط.

إذا وضعتَ هذه الأشياء، فبسهولة يمكنك الاختيار، وإذا عزمتَ فتوكل على الله.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً