السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة، ولست متزوجة، مشكلتي كالتالي: أعاني من ضعف ثقة بالنفس، والتردد في كثير من الأمور، وأحياناً بأبسطها، أنا متفوقة في دراستي -والحمد لله-، علاقتي مع ربي جيدة كما أني أعمل جاهده لجعلها أفضل.
معظم الأحيان لا أستمتع كثيراً في حديثي مع غيري بسبب تفكيري المبالغ فيه بردود الفعل، وكيف يشعر الطرف الآخر، فعندما أرى أبسط رد فعل ينم عن عدم اهتمام أو ما شابه أحاول إنهاء حديثي أو تغيير الموضوع.
عندما أتحدث مع شخص لا أعرف أين أوجه نظراتي، وأشعر أني أخلق شعورا بعدم الراحة، رغم محاولتي بالأخذ مع الطرف الآخر والحديث معه، عندما تكون المحادثة في موضوع أحبه كثيراً أشعر بأن الأعراض تكون أقل، وكلما كان الشخص قريبا مني أشعر براحة أكبر.
لا أستطيع إظهار ضعفي، وأشعر أنه إهانة لي، مما يجعلني أختار خيارات لا أرغب بها، أو أتلفظ بشيء لا يرضيني، بعدها أندم على ذلك وألوم نفسي.
أفكر دائما بالمثالية، وما هو رأي الناس عني، أو ماذا ستكون ردود فعلهم، رغم أني أعلم أن لا أحد مثالي، ولا بأس إذا أخطأت، لكن عندما يحدث أمر أحاول أن أتصرف تصرفا مثاليا يحفظ كرامتي ولا يبين شيئا من الضعف.
دائماً أفكر بأبسط الأفعال من الأشخاص المحببين إلى قلبي، وأشعر بالضيق قليلاً من أتفه التصرفات، فمثلاً عندما يقوم والداي بفعل شيء لأختي ولا يفعلونه لي (حتى لو كان بسيطاً)، أو عندما تقوم زميلاتي في العمل بالاهتمام بأحد الزملاء من هم في مثل عمري، أشعر بأني أريد ذلك لكن أفكر أني السبب، حيث إني لا أستطيع التواصل جيداً معهم؛ مما يجعلهم يشعرون بعدم الارتياح.
لدي تردد كبير حتى في أبسط الأمور، أفكر كثيراً في التبعات وكيف سأتحمل المسؤولية وما إلى ذلك، أخبر نفسي أني لا يجب علي المبالغة في الأمر، وجعل الأمور تمشي كما أرادها الله, لكني لا أكف عن التفكير بذلك.
حالياً تمت خطبتي وأشعر بتردد كبير جداً، ليست المرة الأولى، هذه المرة الثانية حيث إن الأولى تمت كتابة العقد لكن لم يتم الزواج وقمت بفسخ العقد.
الآن لا أستطيع التفكير بأني لا أريد تحمل المسؤولية بعد، وأني غير قادرة على ذلك، وأشعر بضيق، رغم أني أخبر نفسي أنها سنة الحياة وسيأتي شخص يشاركني حياتي، وهذا أمر جميل، كما أني أستطيع مناقشة موضوع الأبناء معه وما إلى ذلك، أرتاح قليلا بعدها تراودني الأفكار مجدداً.
لا أشعر براحة تامة لمناقشة الموضوع مع أمي، رغم أنها كانت معي منذ فسخ العقد، حيث قمت بإظهار جانبي الضعيف لها تلك الفترة، أشعر أني لا أريد إظهار ضعف ثقتي بنفسي لها.
عذراً على الإطاله، لكنها المرة الأولى التي أتحدث عن هذا الأمر لأي شخص.