السؤال
السلام عليكم
اكتشفنا أن أمي تعاني من مرض البارانويا، أو الوسواس القهري المتعلق بالشك في الناس، وعلمنا هذا من قرائتنا لأعراضه على الإنترنت، وتوافقها مع ما تعاني منه.
هي منذ فترة أصبحت انعزالية بعض الشيء، وأصبحت تشعر أننا مراقبون، وهناك من يود أذيتنا، وحتى إنها عندما تفتح الهاتف تغطي وجهها لكي لا يتجسس عليها أحد، أو يصورها من خلال الهاتف، فهي قد قرأت أن الهواتف الحديثة بها إمكانيات تجسس عالية، ثم أصبحت تجلس في غرفة مظلمة وتغطي وجهها عند استعمال الهاتف.
أصبحت تشعر أنها أفضل من غيرها، وأصبحت تفتح المصحف وتكتب أشياء في ورق تظنه اختراعات، ثم أصبحت تظن أن العالم يريد سرقة تلك الأفكار، منها وأيضاً أنا وإخوتي نساعدهم، فأصبحت كلما رأتنا تقول لنا: إن الله سيحاسبكم وينتقم مما تفعلون بي، وتدعوا علينا أحياناً، وعندما نسألها وماذا نفعل؟ تقول: أنتم تعلمون!
هي لا تقبل النقاش عموماً، وفي الغالب ينقلب إلى مشكلة، ثم أصبحت تغلق الغرفة على نفسها، لا تريد لأحد الدخول في بعض الأوقات، هي وأبي على غير وفاق منذ زمن، وقد أصبح لا يأتي البيت إلا على العشاء، من ناحية لعدم الاحتكاك ببعضهم البعض، وأيضاً لكي لا تغلق غرفتها طول اليوم.
الموضوع يتطور كل فترة، فماذا نفعل؟ خصوصاً أننا عندما نخبرها ألا تجلس وحدها كثيراً تقول: إننا نريد أن نقول: إنها فقدت عقلها، وبالطبع لن توافق أن تذهب لطبيب، فقد أصبحت تشك في أي شيء يقال لها، فماذا نفعل؟ جزاكم الله خيراً.
ملحوظة: هي تأخذ دواءً للسعال أو الربو، بشكل يومي، يسمى "زيرتك" تقريباً، وأيضاً موضوع الشك بالناس هذا كان منذ صغرنا عندما كانت تنبذ أقاربنا، وتظن أنهم يحسدوننا، وفي الأخير جعلتنا نقطع علاقتنا بهم، وقد كانت دائمة الخلاف مع إخوتها وأمها، ولكنهم أيضاً كانوا مخطئين في أشياء كثيرة في حقها، لكن الموضوع تطور معها بشكل كبير في تلك السنة، وقد تركت عملها منذ عامين تقريباً.