الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصيبت خالتي بالمس بعد أن سكنت في بيت جديد، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

خالتي متزوجة ولها ثلاثة أولاد، كانت تعيش في منزل ثم أنعم الله عليهم بمنزل أوسع، لكنها لم ترتح فيه، فدائماً تؤرقها الكوابيس، حيث تحلم بالقساوسة وتسمع أجراس الكنيسة، وتنام في أوقات الصلاة، وتشعر بضيق في التنفس وكثرة التثاؤب.

وإذا أراد زوجها أن يباشرها تنتابها كل هذه الأعراض: الضيق والخنقة وصعوبة التكلم والتشنج، فأحضرنا لها شيخاً فقال إن هذا عمل، وأتم الله عليها وأزاله.

لكن بقيت المشكلة قائمة وعادت إليها نفس الأعراض، لكن لم تر القساوسة ولا أصوات الكنائس، لكن إذا أراد زوجها المباشرة تتكرر الأعراض، وأحضرنا لها أكثر من شيخ، وهي لا تقوى على الأذكار، تنام وهي تقرؤها وتنام وهي تصلي، وتستيقظ وهي لا تدري في أي صلاة كانت.

وفي آخر مرة أحضرنا لها شيخاً، وتحدث الجن بصوتها وقالت إن البيت سيء، وهي متأذية من قبيلة كبيرة تحت الأرض، والحل أن تترك هذا المكان، ويبتعد عنها زوجها، وقال: "أنا أحميها منذ زمن وأنا مسلم، واسمي محمد، وأقرأ القرآن"، وقال للشيخ: "لن تقدر عليهم"، وتحولت خالتي طوال اليوم لشخص لا نعرفه، تتكلم بأشياء غريبة تقول لهذا: "لا تفعل كذا"، وتتنبأ بأشياء لا يعرفها إلا صاحبها.

أرجو من حضراتكم الحل لأننا نعاني منذ سنوات من هذه الأمور، ودائماً نشغل الرقية الشرعية، وهي تصلي على طاقتها وتقرأ أذكار الصباح والمساء، لكن لا جدوى.

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.
الذي يظهر لي من الوصف أنها مصابة بالمس، وقد يكون سببه السحر، وعلاجها يكون بالرقية الشرعية بصورة مستمرة، مع عدم تصديق ما يتكلم به ذلك المس على لسانها.
يجب البحث لها عن راقٍ ثقة، والاستمرار في رقيتها حتى تتحسن حالتها، ويخرج ما بها من مس ويُفك ما بها من سحر.

لا بد أن تصبروا على علاجها طالما أن المرض معها منذ عدة سنوات، ويجب أن تكون لديها قناعة بسماع الرقية، وإخلاص وتضرع لله سبحانه، فالقرآن الكريم فيه الشفاء، ولكن لا بد من شرطين:

الأول: صدق المريض وقوة التجائه إلى الله، وقناعته بأثر القرآن عليه.
الثاني: صلاح واستقامة القارئ، وإخلاصه في رقيته للمريض.

لذا، لا بد من توفر هذين الشرطين عند رقيتها ليتحقق لها الشفاء بإذن الله.
كذلك ضرورة تحصينها بالأذكار، والابتعاد بها عن المعاصي، مع الإكثار من التسبيح والذكر والاستغفار، وإبعاد المنكرات من البيت، وتشغيل سورة البقرة فيه باستمرار.

على أهلها أن يشجعوها على العلاج، وليصبر زوجها عليها وليتحمل إعراضها عنه، فهذا ليس بإرادتها.

نسأل الله أن يشفيها ويعافيها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً