السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة عزباء في الـ 23 من عمري، مثلي مثل أي شخص له حاجة عند رب العباد أدعوه كي يجيبني.
في الحقيقة حتى أكون صريحة، دعوت الله أن يعطيني حاجتي المرة الأولى، وتقربت منه كثيرا في قيام الليل والنوافل وبقراءة القرآن وصلاة الحاجة والاستخارة، الحمد لله أجاب دعائي وأعطاني حاجتي، لكنني مع الأسف تخليت عن القيام والدعاء والذكر والاستغفار وتلاوة القرآن، وحافظت على الصلوات المفروضة فقط، مرت الأيام وأنا فرحة بحصولي على ما أريد.
بعد ذلك أخذت مني حاجتي، يعني صارت مشكلة وأبعدت عني، فعدت وتقربت إلى الله، وصرت أدعوه بإلحاح وأقوم الليل وأدعو وأصلي الفجر، وواظبت على قراءة سورة البقرة والأذكار والتسبيح والاستغفار، وصرت لا أكسر خاطر أحد حتى لا يكسر بخاطري.
أصلي بعد كل صلاة ركعتين، وحافظت على صلاة الضحى، ولا أنام إلا بعد صلاة 8 ركعات على الأقل، وأصبحت أراقب أكلي وشربي حتى لا يكون إلا حلالا.
حتى عند شعوري بالضعف ألجأ إلى الله وألح في الدعاء، صليت الاستخارة عدة مرات لكن حاجتي لم تقض، ولم تصرف عني، بل زدت تمسكا، تحريت أوقات استجابة الدعاء وأدعو الله فيها بيقين أن الله سيجيب دعائي، وأصبحت أصوم يومي الاثنين والخميس وإن شاء الله سألتزم.
أعلم أن الإجابة ستكون إحدى ثلاث، إما تعجيل الإجابة أو الثواب أو دفع البلاء، وأنا على يقين بأن الله يستجيب لي لا محالة، فهو سبحانه قال "ادعوني أستجب لكم"، وقال: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه، وأيضا إذا سألك عبادي عني أني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان".
منذ يومين أو أكثر خطر ببالي أن عدم إجابتي هو إحدى اثنتين، إما أنه ابتلاء من الله وأنا صابرة، أو أنه عقاب لي لأنني تخليت عن كل هذا المرة الماضية، وصرت أصلي أكثر وأبكي بحرقة لدرجة أنني أخاف أن يسمع أهلي صوت بكائي.
صرت أدعو الله وأسأله المغفرة لأنني ابتعدت، طلبت التوبة والعفو وسألته الثبات، الله يعلم أنه إن شاء الله واستجاب لي لن أتخلى بل أتمسك أكثر لأنني تبت ولن أعود لنفس الخطأ.
أبكي كثيرا عند صلاتي ودعائي، أحيانا لدرجة أن صوت بكائي مسموع ولا أستطيع مواصلة الدعاء وأحيانا بكاء خفيفا، وأحيانا لا أبكي، لكن في كل الحالات أشعر برعشة خفيفة تجري في جسدي، وأشعر براحة وبقرب الله مني.
أحيانا لا أبكي عند الدعاء بل أبكي بسبب شعوري بأن الله قريب وأنه سيستجيب بإذنه، وأواصل دعائي بابتسامة، مع هذا ما زالت أنتظر الإجابة، وعندي شعور بأن الله لن يخيبني، خاصة وأنه بعد صلاة الاستخارة؛ لأنه لم يصرف عني الإلحاح في حاجتي، ولأني تبت إلى الله وخاصة شعوري بالراحة والفرح بعد صلاة الاستخارة أو أي صلاة أخرى والدعاء إلى الله، لن أستعجل ولن أترك دعائي وتقربي من الله أبدا، بل سأزيد إلحاحا، وأسأل الله أن يوفقني ويثبتني، لكنني في الحقيقة أشعر بصراع داخلي من جهة أني على يقين ومتفائلة خيرا وصابرة، ومن جهة أخرى أشعر بالتعب والضعف أحيانا، فأنا إنسان، والإنسان ضعيف.
صحيح أنني أسارع إلى الصلاة عند الضعف وأبكي بين يدي الله وأرمي همومي، وأسأله ما أريد، وأقوم أقوى بكثير من الأول، وأعلم أيضا أنه إذا أراد الله أن يعطي عبده شيئا ألهمه الدعاء.
لكنني في حاجة إلى نصيحة -بارك الله فيكم- فإن الصراع بداخلي يكاد يقتلني.